التصعيد العسكري التركي يتسبب بخسائر في محصول الزيتون بريف كوباني
كوباني- نورث برس
قبل يومين، بدأ محمد بجني محصول أشجار الزيتون خاصته، بعد اضطراره لتأجيل القطاف لنحو عشرين يوماً على خلفية تصعيد القصف التركي ضد كوباني وريفها وخاصة القرى الحدودية والذي بدأ قبل الموعد الذي حدده للقطاف بيومين.
لكن ذلك التأجيل، ألحق بـ محمد ملحم (52 عاماً)، من سكان قرية خورخوري بريف كوباني الغربي، خسائراً، وخاصة أن حبات الزيتون تساقطت أرضاً مع هطول الأمطار الأخيرة وبات العمال يجدون صعوبة في جمعها.
يقول المزارع، إن القذائف التي كانت تسقط على مقربة من أرضه التي لا تبعد سوى 2 كيلومتر عن الحدود التركية أثارت مخاوفه على عائلته، وأجبرته على التأجيل لحين هدوء القصف.
ومنذ العشرين من الشهر الماضي، تواصل القوات التركية قصف مناطق في الشمال السوري، بينها كوباني وريفها بالمدفعيات والطيران الحربي والرصاص العشوائي، وتصاعد القصف في بدايته ليستمر لكن بوتيرة متقطعة.
وأدى ذلك إلى توقف مزارعي الزيتون في كوباني عن جني محصولهم وخاصة في القرى الحدودية، الأمر الذي تسبب بخسائر جراء تأخر جني المحصول.
ويعتمد “ملحم” على 1200 شجرة زيتون يمتلكها كـ”مصدر للعيش” ونتيجة تأجيله قطاف المحصول لأيام اضطر لجمعه من الأرض، الأمر الذي سيتسبب بتراجع الإنتاجية.
ورغم عودة العمال لجني المحصول إلا أنهم يتخوفون من الاستهداف، خاصة أنهم يسمعون الأصوات بالقرب منهم.
وتشتهر كوباني بزراعة الأشجار المثمرة، وفي نهاية عام 2020، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار المثمرة في كوباني نحو 585 هكتار ضمت أكثر من 116 ألف شجرة، بينها نحو 82 ألف شجرة زيتون وأكثر من 31 ألف شجرة فستق حلبي، إضافة لنحو ثلاثة آلاف شجرة فواكه متنوعة.
وبحسب مزارعين التقت بهم نورث برس، فإن إنتاج الزيتون هذا العام متدنٍ، وتراجعت نسبة الزيت في الثمار مقارنة مع العام الماضي، وزاد القصف التركي من “الطين بلة” على حد تعبيرهم، إذ أن الثمار تساقط معظمها أرضاً ولا يمكن جمع جميع الحبات التي باتت تحت التراب.
ويرجع هؤلاء سبب التراجع إلى موجة الجفاف وعدم هطول الأمطار الكافية، والظروف المناخية التي ضربت المنطقة، وتزامنت مع تشكّل الثمار في الأشجار.
وخلال الأعوام السابقة، كانت كل 5 كيلوغرام من الزيتون “المحبوب” تقريباً، تُنتج 1 كيلو من زيت الزيتون، لكن هذا العام وبسبب الجفاف وصغر حجم حبة الزيتون فكل 8 كيلوغرام تنتج 1 كيلوغرام من الزيت أو أقل.
ومع بدء التصعيد التركي الأخير، توقفت خانم عيسى ( 35عاماً)، عاملة في قطاف الزيتون وهي والدة لستة أطفال عن العمل.
وتبذل “عيسى” مجهوداً أكبر في الوقت الحالي بعد عودتها للقطاف، إذ أنها تجمع الثمار من الأرض، لذلك فضّلت العمل بالمياومة، لأنها ستكون خاسرة بحسب النسبة.
ويتقاضى عمال القطاف أجورهم إما مقابل الساعات أو بحسب الإنتاج ويأخذون 250 ليرة مقابل جني الكيلوغرام الواحد.
وكان قد تسبب القصف التركي بنزوح سكان بعض القرى الحدودية وترك أشجارهم وممتلكاتهم، ثم عادوا إلى قراهم بعد فترة.
ووفقاً لمزارعين، فإن آلاف أشجار زيتون تضررت في القرى القريبة من الشريط الحدودي وخاصة قرى سفتك وبوبان وسيلم خورخوري وسوسان.
ويقول علي مامد (47 عاماً)، مزارع يمتلك نحو 400 شجرة زيتون في قرية سوسان بريف كوباني الغربي، إنه تأخر بجني محصول الزيتون حيث كان العمال يرفضون المجيء للحقول بسبب المخاوف من القصف التركي.
ومنذ عدة أيام بدأ “مامد” هو الآخر بجني محصول أرضه، ولكنه غير متفائل بالحصول على إنتاج وفير وخاصة أن حبات الزيتون غالبيتها سقطت من الأشجار.