مع تزايد نشاطه.. مخاوف سكان في القامشلي وريف الحسكة من فرار عناصر “داعش”
القامشلي – نورث برس
مع تزايد نشاط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شمال شرقي سوريا مؤخراً، يعتري سراج سعيد (67 عاماً) من سكان مدينة القامشلي، مخاوف من فرار عناصر التنظيم من السجون.
وقال من أمام بقاليته بالقرب من الحدود السورية – التركية، لنورث برس “الملفت في القصف التركي الأخير، استهداف محيط مراكز احتجاز عناصر داعش، هذا يدل أنهم يساندون داعش”.
وأضاف: “نحن سكان المنطقة بحاجة إلى تكاتف كون الخطر التركي يهدد الجميع. يودون إفراغ المنطقة من سكانها”.
وعلى إثر الهجمات التركية الأخيرة ضد مناطق في الشمال السوري، يكتنف الخوف والقلق سكاناً من أن تدخل المنطقة في دوامة حرب وفوضى جديدة ولا سيما بعد أن تعرض محيط مخيم الهول وسجن يضم عناصر “داعش” في الحسكة لقصف تركي.
وشنت تركيا هجوماً برياً وجوياً واسعاً في العشرين من الشهر الماضي ضد مناطق في الشمال السوري، أسفر عن دمار في بنى تحتية ومنشآت نفطية وفقدان 14 مدنياً لحياتهم، وفق مسؤولين في الإدارة الذاتية.
وبعد ثلاثة أيام من ذلك الهجوم، قصفت طائرة حربية تركية ثلاثة مواقع في محيط مخيم الهول، أسفر عن فقدان ثمانية مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية لحياتهم كانوا في مهام حماية أمن المخيم.
وأدّى القصف التركي حينها إلى حدوث فوضى في المخيم، وتمكن ستة أشخاص من الفرار من المخيم، ليتمَّ اعتقالهم من جديد.
وفي ذات اليوم، قصفت القوات التركية محيط سجن جركين بأطراف القامشلي والذي يضم الآلاف من عناصر “داعش”، ما أثار الرعب في نفوس السكان من أن يؤدي ذلك لفرار المعتقلين.
“إعادة داعش إلى الحياة”
وعلى وقع هذه الأحداث، لم يخفِ “سعيد” مخاوفه من القصف المتكرر، وأضاف: “لكن لن نترك أرضنا مهما يفعلوا”.
وتساءل المسن الكردي، “تركيا تقول إنها تقاتل الإرهابيين لكن بقصفها لمناطقنا الآمنة أليس هذا إرهاباً؟”.
ورأى لقمان أحمي، المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن قصف تركيا لمحيط مناطق احتجاز عناصر وعائلات التنظيم هدفه “إعادة داعش إلى الحياة”.
وحذر المسؤول في الإدارة الذاتية من فرار معتقلي التنظيم من السجون وعائلاته من المخيمات إذا ما شنت تركيا عملية برية، “فالقوات العسكرية ستدافع عن المنطقة وقد يحدث ذلك ضعفاً وخللاً في حماية مراكز احتجاز عناصر داعش”.
وأضاف: “هذا يخلق فرصة كبيرة للهروب من مراكز الاحتجاز والانضمام إلى الخلايا النائمة وتشكيل خطر جديد على المنطقة والعالم”.
وفي الخامس والعشرين من الشهر الفائت، أحبطت القوات الأمنية محاولة فرار عدد من عائلات عناصر ‘‘داعش’’ من مخيم الهول.
وأمام هذه الوقائع، يبقى الخوف من عودة التنظيم الذي نشر قبل يومين صوراً جديدة لعناصره في سوريا، السمة الأبرز بالنسبة للسكان، في ظل تعليق “قسد” عمليتها العسكرية ضد خلايا “داعش”.
وتضم مناطق شمال شرقي سوريا عدة سجون خاصة بعناصر التنظيم، ويقدر عدد المحتجزين فيها بالآلاف، وأبرزها سجن الشدادي وسجن الصناعة في حي غويران بالحسكة وآخر في حي جركين بالقامشلي.
“خطر على حياتنا”
وعلى بعُد أمتار قليلة من الحدود التركية في مدينة القامشلي، قال خلف محمد (55 عاماً) إن دوي القصف يتردد إليهم بين الحين والآخر، ما يثير مخاوفهم ويعرض حياتهم للخطر.
وأضاف أن “القصف يولد الخوف لدينا، ولا سيما أن منزلنا قريب من سجن جركين، ونخاف أن تحدث حالات فرار ما يشكل خطراً على حياتنا”.
الهجوم التركي البري إن حدث، من شأنه أن يوفر بيئة داعمة لخلايا التنظيم والتي ستستغل حالة التوتر الناجمة عن الهجمات لشن هجمات على السجون والمخيمات لتهريب عناصره وعائلاته.
وفي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قال صايل الزوبع، قيادي في مجلس الشدادي العسكري بريف الحسكة الجنوبي، في تصريح خاص لنورث برس، إنهم حصلوا على معلومات تفيد بأن خلايا نائمة لـ”داعش” تخطط لشن هجوم على السجون التي تحتوي عناصر التنظيم، “مستغلة الهجمات التركية”.
وأضاف “الزوبع” حينها، أن الخلايا النائمة بدأت تنشط في ريفي الحسكة الجنوبي ودير الزور واستهدفت قوات عسكرية ونفذت عمليات اغتيال طالت موظفي الإدارة الذاتية.
وأشار إلى أنهم ألقوا القبض على خمس خلايا تابعة لفصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، وأخرى لتنظيم “داعش” كانوا ينشطون في دير الزور وريف الحسكة.
ولفت القيادي العسكري بريف الحسكة الجنوبي، إلى أن الهجمات التركية الأخيرة أعاقت الإجراءات الأمنية التي يقومون بها لحماية السجون والمخيمات، “انشغلت قواتنا بصد الهجمات التركية وضبط السجون معاً”.
كل ذلك يقلق صبحي الحامد (41 عاماً) من سكان ريف الشدادي، فهو لم ينس إلى الآن مشاهد الإعدامات في الساحات العامة وقطع الرؤوس التي كان التنظيم بحق أشخاص يتهمهم بـ “الكفر”.
وأضاف: “ما دامت الظروف سيئة على الأرض في سوريا، سيستغل التنظيم هذه الظروف للعودة من جديد وتوسيع نفوذه رغم قتل أمراء وقيادات عليا في داعش”.