غرفة الأخبار – نورث برس
ما أن أعلنت القيادة المركزية الأميركية، الأربعاء الماضي، مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أبو الحسن الهاشمي القرشي في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في درعا، حتى بدأت تتوالي التصريحات منها للحكومة السورية وأخرى للمسلحين المحليين في درعا كلٌ يذهب إلى أنه من قتل “الهاشمي” بمشاركة الآخر.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن: “زعيم التنظيم قُتل في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقام الجيش السوري الحر بهذه العملية في درعا جنوبي سوريا”.
واللافت في بيان القيادة المركزية إنه تحدث أن “الجيش الحر” هو من نفذ العملية في الوقت الذي لا وجود لما يسمى بـ”الجيش الحر” أو فصائل المعارضة الموالية لتركيا في الجنوب السوري، إنما المتواجدين هناك هم مسلحون محليون كانوا معارضين تم تسوية أوضاعهم مع الحكومة بوساطة روسية عام 2018.
وتؤكد الروايات على أن “الهاشمي “، قُتل يوم السبت 15 من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، وقبل ذلك بيوم أعلن المسلحون المحليون في مدينة جاسم بمحافظة درعا حظراً التجوال لملاحقة خلايا التنظيم.
وفي الثاني والعشرين من تشرين الثاني /أكتوبر الماضي، قالت مصادر من المسحلين المحليين لنورث برس إنهم دمروا منزلين كانا مقراً لأمراء بتنظيم “داعش”، في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي.
وأضافت أن المنزل الأول كان في الحي الجنوبي جنوب مؤسسة الإسمنت، وكان يتخذه أحمد أبو زيد سبينه وهو أحد أمراء “داعش” مقراً له، بينما الأمير الآخر كان مجهولاً لم تُحدد هويته.
وأكدت المصادر أن الأميرين قُتلا قبل أسبوع من تدمير المنزلين المذكورين، فيما رجحت مصادر أخرى أن الأمير الثاني كان نفسه زعيم التنظيم المقتول.
والأربعاء الماضي، أعلن التنظيم عبر معرفاته، في تسجيل صوتي منسوب إلى المتحدث باسمه “أبو عمر المهاجر”، مقتل زعيمه “أبو الحسن الهاشمي القرشي” في معارك لم يحدد تاريخها أو مكانها، فيما عيّن “أبو الحسين الحسيني القرشي” خلفاً لـ “الهاشمي”.
رواية المسلحين بدرعا
وقال قيادي للمسلحين المحليين في درعا في تصريح خاص لنورث برس، إن زعيم التنظيم قام بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف، بعد أنَّ تمَّ محاصرته في أحد المنازل شمال المدينة مع ثلاثة من مرافقيه، في يوم السبت 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، وهو ممن شارك في عملية ملاحقة خلايا “داعش” بمدينة جاسم، لنورث برس إن “المقاتلين المحليين تمكنوا من محاصرة المنزل الذي يختبئ فيه الأمير، وطلبوا منهم تسليم أنفسهم، لكنّهم رفضوا ودارت اشتباكات قوية في محيط المنزل”.
وحصلت نورث برس على مشاهد خاصة توثق اشتباكات بمحيط المنزل الذي تحصن وقُتل فيه زعيم “داعـش”.
وفي الرابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر أعلن مسلحون محليون، “عبر مكبرات الصوت في الجوامع عن حظر تجوال في مدينة بريف درعا الشمالي بهدف إخراج غرباء متهمين بالانتماء لتنظيم داعش”.
وأشار القيادي إلى أن زعيم التنظيم، كان يُطلق على نفسه اسم “أبو عبد الرحمن العراقي، ولا أحد يعرف اسمه الحقيقي”، مؤكداً أن “بقايا جثة زعيم التنظيم، تم دفنها في مدينة جاسم، بعد أن بقيت يومين في مكان الانفجار”.
وذكر أنّهم لم يعثروا على وثائق تؤكد هوية القتلى الثلاثة، حيث عُثر في المنزل على وثائق مزورة لأشخاص من أبناء المحافظة بعضهم متوفي.
واستمرت الاشتباكات في مدينة جاسم بين خلايا التنظيم والمسلحين المحليين حتى الـ22 من الشهر ذاته، وأسفرت عن مقتل نحو 20 من قيادات التنظيم عُرف منهم أيوب الجباوي، أبو حمزة الشامي، أيهم فيصل الحلقي، ثائر عواد الندى، أحمد أبو زيد سبينه، بالإضافة عبد الرحمن العراقي زعيم التنظيم.
رواية الحكومة
لم تختلف الرواية الحكومية كثيراً عن سابقتها حيث تحدث مصدر أمني في الحكومة السورية، أمس الجمعة، عن أن “الهاشمي” قُتل في عملية عسكرية للجيش السوري ومقاتلين محليين قبل شهر ونصف في جنوب البلاد، وفقاً لوكالة الأنباء “سانا” الرسمية.
وهذه هي المرة الأولى التي لم يشارك فيها التحالف لدولي والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في عملية كهذه، كما أنها المرة الأولى التي يُقتل فيها زعيم لـ”داعش” في جنوبي سوريا وليس في شمالها.
وتسيطر قوات الحكومة السورية منذ عام 2018 على محافظة درعا، حيث يوجد مسلحون محليون خضعوا لاتفاقات تسوية مع دمشق بوساطة روسية.
ومنذ إعلان تشكيله عام 2013، يسعى تنظيم “داعش” لإيجاد موطئ قدم له في الجنوب السوري وخاصة في محافظة درعا والتي تمتد حدودها مع الأردن وفلسطين.
وخرج التنظيم خريف العام 2018 من محافظة درعا باتفاق مع قوات الحكومة السورية التي قامت بنقل عناصر التنظيم وعائلاتهم إلى ريف السويداء الشرقي، وأبقت على عدد من العناصر الذين اعتقلتهم لفترة قصيرة وأطلقت سراحهم.