جنود في الحسكة وتحذيرات من واشنطن .. ما الموقف الأميركي تجاه التصعيد التركي؟

غرفة الأخبار- نورث برس

تتوالي تحذيرات واشنطن لأنقرة الحليفة في الناتو من نتائج تصعيدها العسكري في الشمال السوري، بعد صمت مبدئي إبان بدء التصعيد عاد بشركاء الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى سيناريو 2019 و”خيانة” الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

حدة التحذيرات الأميركية زادت، بعدما طالت الهجمات التركية أكبر قاعدة للتحالف الدولي في الحسكة ومخيم الهول وهو من أكبر تحديات التي تواجهها واشنطن في مهمتها بسوريا.

التصعيد التركي تزامن مع سقوط صواريخ لم تعلن أي جهة عن إطلاقها على قاعدة للتحالف الدولي جنوبي الحسكة.

وفي السادس والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، علق الكولونيل جو بوتشينو المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: “الهجمات من هذا النوع تعرض قوات التحالف والسكان المدنيين للخطر، وتقوض الاستقرار والأمن اللذين تم تحقيقهما بشق الأنفس في سوريا والمنطقة”.

وأمس الأربعاء، وجهت وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، تحذيراً وصفه مراقبون بـ ” شديد اللهجة” أبلغت فيه تركيا معارضتها الشديدة لأي عمل عسكري في سوريا.

 ونقل موقع “تكسيوس” الأميركي، عن مصدرين مطلعين أنه جرى اتصال  بين رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية بيل بيرنز و نظيره التركي حقان فيدان.

ومنذ العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، جددت أنقرة تهديداتها بشن عملية برية ضد قوات سوريا الديمقراطية، في أعقاب تصعيدها الذي طال البنى التحتية في المنطقة أدى لفقدان العشرات لحياتهم من مدنيين وعسكريين بينهم عناصر للجيش السوري المنتشر على طول الحدود السورية – التركية.

مصدر قلق واشنطن

ويتصدر القلق الأميركي من العملية العسكرية المحتملة لتركيا، تعرض جنودها المتواجدين في المنطقة للخطر والذين يقدر عددهم بنحو 900 جندي عقب قرار انسحابها عام 2019.

وجاء ذلك على لسان رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية بيل بيرنز  خلال مهاتفته نظيره التركي حقان فيدان.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أمس الأربعاء إن “بلاده كانت واضحة مع تركيا بشأن مخاطر عملياتها العسكرية”.

وأشار إلى أن العملية ” تهدد الجنود الأميركيين في سوريا”، فضلاً عن تهديد “مهمة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

ومطلع تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، قالت وزارة الدفاع الأميركية، إن “بعض الضربات الجوية الأخيرة شكلت تهديدًا للأفراد الأميركيين الذين يعملون مع شركاء سوريين لهزيمة داعش”.

وفي الثالث والعشرين من الشهر الماضي، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تعليق عملياتها ضد خلايا تنظيم “داعش” في أعقاب الهجمات التركية.

هل اسٌتبعدت العملية؟

وشدد ديفيد بولوك رئيس معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة “وضعت حداً للهجمات التركية”.

واستبعد بولوك أنْ تتمكن “تركيا من تنفيذ عملية عسكرية جديدة في سوريا.

وأضاف لنورث برس، أن “تركيا ترغب بتحدي الوجود الأميركي على أراضي سوريا، إلا أنها تواجه عدّة تحديات في هذا الصدد، ومنها عدم ارتياح روسيا لعملية برية تركية جديدة واستعداد الكرد للقتال ببسالة للاحتفاظ بمدنهم الاستراتيجية”.

من جانبه يرى المستشار السابق لوزارة الخارجية الأميركية، أن الضربات الجوية التركية قد تتصاعد خلال الأشهر المقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات في تركيا، الأمر الذي يستدعي “تدخلاً دبلوماسياً أميركياً لعقد محادثات سلام كردية – تركية”.

وأشار إلى أن “السعي في هذا المجال يتطلب ضغطاً أميركياً في ملف إف-١٦ وكذلك دفع الكرد إلى القبول بالسلام مع الجانب التركي”.

ومطلع الشهر الجاري كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عن أن الولايات المتحدة الأميركية، طلب من تركيا مراجعة دراسة العملية العسكرية التركية المحتملة شمال سوريا.

وأضاف “أكار”، أنَّ أنقرة طلبت بالمقابل من واشنطن الالتزام بتعهداتها فيما يتعلق بإبعاد القوات العسكرية عن حدود تركيا، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميريكا.

من جانبه شدد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي،  على التزامهم بـ “باتفاقيات 2019″، والتي تضمنت نشر الجيش السوري على الحدود السورية – التركية.

وقال عبدي في لقاء خاص مع نورث برس، إن “الجانب التركي غير ملتزم بالاتفاق، وتريد أنقرة شن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا”.

إعداد وتحرير: فنصة تمو