من داخل منزلها.. لاجئة سورية في دهوك تفتتح مشروعاً لإعالة عائلتها

دهوك- نورث برس

لم يكن لدى وجيهة الكثير من الوقت للحديث، فقد كانت منهمكة بخياطة ثوب نسائي يتوجب عليها إنهائه وتسليمه لصاحبته بعد ساعات، رغم أنها أزالت لتوها إبرة سيروم من يديها إثر إصابتها بزكام شديد والتهاب في الحلق.

قبل سنوات من الآن، وجدت وجيهة محمد نفسها مسؤولة عن إعالة عائلتها لوحدها وذلك بعد أن أقعد المرض زوجها عن العمل وفقد سمعه.

تقول اللاجئة السورية التي تعيش مع زوجها وطفلتها في مخيم “دوميز” للاجئين السوريين منذ العام 2012 في مدينة دهوك، إنها قررت الاعتماد على نفسها وتعلُّمِ مهنة الخياطة بعدما بدأ وضعهم المادي يتراجع والذي كان يؤثر سلباً على تأمين مستلزمات طفلتها الدراسية.

بدأت “محمد” التي تجاوزت الخامسة والأربعين من عمرها، مشوارها بدورات تدريبية لتعلّم مهنة الخياطة إلى أن تمكنت من شراء آلة خياطة بالتقسيط وبدأت العمل.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت مئات النساء السوريات برفقة عائلاتهن إلى إقليم كردستان العراق واستقروا في المدن ومخيمات اللجوء.

ولعبت نساء دوراً بارزاً في تحمّل قسوة اللجوء، فمنهن من أسسن مشروعهن الخاص في المخيمات، وبعضهن الآخر تحمّلن ظروف العمل القاسية طمعاً بتأمين حياة مستقرة لأولادهن.

وبحسب تقرير نشره موقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العام 2015، حمل عنوان “نساء بمفردهن”، تبين أن أكثر من 145 ألف لاجئة سورية، ينظمن أمور البيوت بمفردهن، ويعملن على تأمين أجرة البيت وتكاليف إعالة الأسرة.

وفي منزلها ضمن المخيم، خصصت “محمد” غرفة صغيرة مطلة على الشارع لعملها وقامت بطلائها وجهزتها برفوف حديدية لخياطة الألبسة وبيعها.

وعن تجربتها تقول: “اشتريت بعض الألبسة وبدأت ببيعها، إلى جانب عملي في الخياطة، من أرباحي بدأت أسدد ديوني، فحميت عائلتي من الجوع، كما واظبت على إرسال ابنتي إلى المدرسة واشتريت لها كل مستلزماتها المدرسية”.

وتخيط اللاجئة السورية جميع أنواع الألبسة النسائية وتحرص على تسليمها في موعدها، في محاولة منها لكسب مزيد من الزبائن.

وتضيف: “لم أجد حلاً سوى الاعتماد على نفسي وتأمين مصروف عائلتي، رغم أنني مريضة بعض الشيء، إلا أن العمل أحيا بداخلي حب الحياة، شعرت بالاستقرار المادي لأن جميع جيراني وأصدقائي طرقوا بابي واشتروا من محلي الصغير”.

وبعد أن أنهت خياطة الثوب وسلمته للزبونة واستلمت أجرته، زادت على كلامها، “أضحى لدي مبلغ مادي شهري يكفيني ويكفي عائلتي”.

 إعداد: سهى كامل- تحرير: سوزدار محمد