منازل دون كهرباء في دمشق وشجرة ميلاد مضاءة لساعات
دمشق- نورث برس
تواجه سوسن صعوبة بالغة في تحضير ودراسة محاضراتها الجامعية، بسبب التقنين الطويل للكهرباء، فتلجأ مضطرة إلى بدائل أخرى كالشمع وأضواء البطاريات، ولكن ذلك قد يسبب لها على المدى البعيد مشاكل في العين نتيجة الضوء الخافت.
وفي ظل التقنين الحاد بالكهرباء في بلدة صحنايا بريف دمشق، والذي يصل لأكثر من سبع ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة، أضاءت الحكومة السورية الجمعة الماضي، شجرة عيد الميلاد، وأقامت احتفالاً كبيراً تخلله إطلاق ألعاب نارية.
وتبقى الشجرة التي بلغ طولها12 متر، مضاءة من الساعة الثامنة مساء وحتى الثانية عشر منتصف الليل، بحسب سكان.
وتتساءل سوسن الخطيب من سكان صحنايا بلهجتها المحلية، “ليش في كهرباء بصحنايا حتى يشغلوا إضاءة شجرة؟”.
وتضيف الطالبة الجامعية وهي في السنة الثالثة بكلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، “هزلت لو توفر الجهة الممولة لهل حفل المصاري وتعطيهن للناس المحتاجة أو تركب مولدة كبيرة وتعطي الناس كهرباء كان المجهود يشكر أكتر”.
وأثار الحفل وإضاءة الشجرة استياء سكان وخاصة في صحنايا، إذ رأوا أن الأجدر بالحكومة توفير الكهرباء للمنازل.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تتالت التعليقات والردود، إذ كتبت ناديا صالحة، “قبل ما تضووا شجرة الميلاد جيبوا مي وكهرباء للبلدة واعملوا فرن تاني انطفى قلب الناس”.
فيما كتبت ماري كاشوكا، “ليش في كهربا وإذا في فالأفضل يتنور فيها بيت ينعاد عليكم بحال أحسن”.
بينما أخذ رسلان جمل الموضوع بسخرية حين كتب، “بخطية هالشجرة مشت كتير الحارة دورة الغسيل وشغلو السخان وحارات ضلت معتمة كل عام وانتم بخير”.
وتقول السيدة الأربعينية سلام زغموت من سكان صحنايا، “كان الأجدر إضاءة الشوارع ليلاً”.
وتضيف لنورث برس، “الناس تمشي بلا ضوء ولا تعرف الطريق حتى الموبايلات تكون مطفية، لسنا ضد الفرح ولا ضد الاحتفالات لكن هناك أولويات ومنها الشوارع ثم بيوتنا التي لا نرى فيها الكهرباء”.
وتعاني مناطق سيطرة الحكومة السورية، خلال الأيام الماضية، من ازدياد كبير في ساعات تقنين الكهرباء. وتتراوح ما بين 18 ساعة في أحسن أحوالها إلى 22 ساعة تقنين.
وقبل أيام، دعا معاون وزير الكهرباء في الحكومة السورية، سنجار طعمة، السكان إلى الاستخدام “العقلاني” للكهرباء.
وأثارت تلك التصريحات تهكماً شديداً على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة أن ساعات وصل الكهرباء بالكاد تكفي لشحن الجوالات وليس بمقدورها أن تحافظ على المواد الموجودة في الثلاجات، أو تشغيل المعامل والورشات أو تؤمن الطاقة المطلوبة للري والزراعة.
ويقول الثلاثيني محمد العلي من سكان صحنايا، لنورث برس، “يستطيعون توفير الكهرباء كرمال إضاءة شجرة وإقامة كرنفال لتشغيل إضاءتها, لكن إيجاد حل لتقنين الكهرباء للناس يتحججون بتأخر وصول التوريدات النفطية”.
وتبرر الحكومة السورية ازدياد ساعات التقنين بعدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيل المحطات الكهربائية، ولكنها في الوقت نفسه تعزوا فقدان المحروقات إلى “الحصار الاقتصادي” كما تسميه.
ويقول زهير الشيخ (40 عاماً) من سكان صحنايا، “هذا ما يدعى المضحك المبكي, هل سنفكر في الكارثة التي نعيشها بلا كهرباء وبلا بنزين وبلا مازوت، أم نحتفل مع إخوتنا المسيحين في أعيادهم”.