كوباني.. القصف التركي يحرم أطفالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة من الذهاب لمراكزهم
كوباني- نورث برس
لم ترسل أليفة طفلتها إلى المركز الخاص بأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة منذ نحو خمسة عشر يوماً، بعد تعرض كوباني لقصف تركي عنيف، استهدف مرافق عامة وبنى تحتية في المدينة.
تقول أليفة عبد الله (35 عاماً)، إن طفلتها وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة تصيبها أصوات القصف بالهلع والذعر، لا سيما أن المركز يجاور الحدود التركية وقد يكون هدفاً للنيران التركية.
بينما تساور الوالدة مخاوفاً من النزوح، حيث ترغب بأن تبقي طفلتها بالقرب منها.
ومنذ العشرين من الشهر الفائت، تواصل القوات التركية قصف مناطق في الشمال السوري، بينها كوباني وريفها بالمدفعيات والطيران الحربي والرصاص العشوائي، تصاعد القصف في بدايته ليستمر بوتيرة متقطعة.
تشير “عبد الله” وهي أم لستة أطفال إلى أن طفلتها فاطمة، تشتاق إلى المركز وإلى أصدقائها ومعلمتها، حيث ترتاح من الناحية النفسية أثناء ارتياده، إلا أن أصوات القصف أجبرتها على عدم إرسالها حالياً ريثما تهدأ الأوضاع.
والأسبوع الماضي، أُصيبت طفلة من كوباني برصاص حرس الحدود التركي أثناء لعبها أمام منزل ذويها، حيث استقرت رصاصة في منطقة الحوض للطفلة نقلت على إثرها إلى مشفى بالمدينة.
وبحسب نجاح مشي، مديرة “مركز هيفي” لذوي الاحتياجات الخاصة في كوباني، فإن من بين 45 طفل وطفلة كانوا يأتون إلى المركز قبل التصعيد العسكري التركي الأخير، يداوم منهم عشرة أطفال فقط، بسبب مخاوف لدى أهاليهم.
ويوجد في كوباني، “مركز هيفي” ويقدم خدمات تعليمية وترفيهية وتغذية ومعالجة فيزيائية ونفسية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لمركز خاص بالأطفال المكفوفين وهما تابعان للإدارة الذاتية في كوباني.
وفي العشرين من الشهر الماضي، كان يوم الطفل العالمي وتزامن مع بدء التصعيد العسكري التركي، كذلك صادف في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الجاري اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
وتشير “مشي” إلى أنهم كانوا يخططون لإقامة احتفاليات وعروض مسرحية وفقرات غنائية في المناسبتين، لكن التهديدات التركية والقصف المستمر، دفعهم لإلغائها.
وتطالب مديرة المركز المجتمع الدولي والدول الفاعلة في سوريا، “بوضع حد لهذه الممارسات كي يعيش الطفل حياة آمنة، مثل أقرانهم في الدول الأخرى”.
والأسبوع الماضي، أصدرت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية؛ بياناً، قالت فيه، إن القصف التركي تسبّب بحرمان نحو 22 ألف طالب/ة، من العملية التعليمية، نتيجة استهدافه مناطق شمالي سوريا.
وفي حال مشابه لفاطمة، امتنعت عائلة عقيل (14عاماً)، طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة عن إرساله إلى ذات المركز.
ويقول عمر عباس (25 عاماً)، شقيق عقيل، إنه منذ عشرة أيام لا يرسلونه إلى المركز، خوفاً من القصف العشوائي وإنهم سينتظرون حتى تتضح الأمور ويعود الأمن والاستقرار للمنطقة.
ويضيف “عباس” أن القصف تسبب بمخاوف لديهم ولدى شقيقهم ورغم اشتياق شقيقه للمركز وأصدقائه، إلا أن عائلته تفضّل إبقائه في المنزل، بسبب مخاوف من النزوح أيضاً ومن القصف التركي.
بدورها تكشف أميرة علي، وهي مسؤولة النشاطات والمراكز الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في كوباني، أن معظم نشاطاتهم وخدماتهم توقفت بسبب القصف الأخير والتهديدات التركية المستمرة على المنطقة.
وتضيف “علي”، أن أحد نشاطاتهم التعليمية للأطفال المكفوفين توقفت، لأن ذويهم يخافون عليهم ولا يرسلونهم في ظل هذه الظروف، وحرموا من حقهم في التعلم بسبب الهجمات التركية.
وللسبب ذاته، توقّف لديهم قسم تمكين النساء، والذي يقوم بتعليم عشر فتيات يعانين من إعاقة جسدية مهنة الخياطة، بسبب مخاوف ذويهم على حياتهن.