تصعيد روسي ضد المعارضة مع مساعي لتقريب دمشق وأنقرة

غرفة الأخبار – نورث برس

في مشهد بدأت تتجلى ملامحه بوضوح في التحركات الروسية في الملف السوري على الصعيدين السياسي والعسكري، فتارة تصعد ضد المعارضة الموالية لتركيا، وتارة تعرض حسن نواياها في إعادة العلاقات بين الأخيرة ودمشق.

يوم أمس نفذت طائرات حربية روسية عدة غارات على مناطق المعارضة الموالية لتركيا في ريفي وإدلب بمنطقة خفض التصعيد شمال غربي روسيا، بعد يوم من تنفيذها لأخرى بصواريخ “جو – جو” على  أطراف مدن أعزاز ومارع وعفرين.

ولعل التصعيد الروسي الأخير ليس الأول من نوعه وربما يجده البعض بالأمر المعتاد في تلك المناطق، ولكن قد تكون إشارة لقرب عملية عسكرية مشتركة لها مع قوات الحكومة السورية في تلك المناطق، بحسب متابعين.

ويذهب البعض إلى أنها العصا التي تلوح بها روسيا لأنقرة فيما إذا نفذت تهديداتها بشن عملية عسكرية برية ضد مناطق شمال شرق سوريا.

واللافت هنا أن روسيا لا تدخر جهداً في عرض مساعيها بتحقيق التقارب بين دمشق وأنقرة، وفقاً لتقارير صحفية.

تصعيد روسي

وأمس السبت، استهدفت الطائرات الحربية الروسية تلال الكبينة بجبل الأكراد في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية حيث تسيطر فصائل المعارضة الموالية لتركيا ضمن منطقة خفض التصعيد، بنحو 7 غارات جوية، وذلك على مدار ساعتين.

وقالت مصادر عسكرية إن الطائرات الحربية الروسية استخدمت صواريخ فراغية شديدة الانفجار في قصفها على تلال الكبينة.

فيما لم ترد أي أنباء عن خسائر بشرية أو مادية في مناطق المستهدفة.

وجاءت الغارات الروسية على ريف اللاذقية، بعد أن تناوبت الجمعة الماضية ، ست طائرات حربية روسية على استهداف أطراف مدن أعزاز و مارع و عفرين بعدة غارات جوية بصواريخ “جو – جو”.

وأشار مصدر محلي إلى أن الطائرات الحربية الروسية حلقت في سماء مدن اخترين ومارع وعفرين وأعزاز، ونفذت غارات جو – جو على محيط مدينتي عفرين ومارع شمال حلب مع استمرار التحليق في سماء المنطقة.

وسبقت الغارات تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في سماء منطقة ريف حلب على مدى أيام دون تنفذي أي غارات تذكر، بالتزامن مع تصريحات تركيا بالتجهيز لعملية عسكرية محتملة على مناطق في ريف حلب الشمالي.

تأييد غير منقطع النظير

وتطلق موسكو تصريحات بين الحين والآخر مبدية حسن نواياها وعرض مساعدتها في كل ما من شأنه تحقيق تقارب بين حليفتها دمشق وأنقرة، والتي جاءت آخرها على لسان مبعوث الرئاسة الروسية إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، الجمعة الماضية.

وقال لافرينتيف في تصريح نقلته  قناة “العربية” إن “بلاده تؤيد ترتيب لقاء بين الرئيسين السوري والتركي” مشيراً إلى أن  الاتصالات بين مخابرات البلدين سوريا وتركيا قائمة ومتواصلة “ليس سراً”.

وأضاف أن “إمكانية أن يجتمع أردوغان والأسد دائما متوفرة، ونحن دائماً نؤيد إمكانية ترتيب عقد مثل ذلك اللقاء”.

وأشار لافرينتيف إلى مؤشرات سابقة لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي افترض وتوقع أن سوريا وتركيا “يجب أن تعملا في اتجاه تطبيع العلاقات الثنائية”.

وتزامناً مع تصريح المسؤول الروسي تحدثت تقارير صحفية عن ضغوط روسية على الحكومة السورية بشأن  عقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان.

ونقلت وكالة الأنباء رويترز عن  مصادر مطلعة على ملف التقارب بين الحكومتين، أن الرئيس السوري بشار الأسد، “رفض اقتراحاً لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

وأضافت أن “دمشق تعتقد بأن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل”.

وأشارت إلى أنها ترى أن هذا الاجتماع “عديم الجدوى إذا لم يأتِ بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية”.

إعداد وتحرير: فنصة تمو