معمل الغاز في شمال شرقي سوريا.. أضرار ناتجة عن القصف والصيانة تستغرق أشهراً

ديرك – نورث برس

أمام محطة غازية خارجة عن الخدمة في معمل السويدية للغاز في أقصى شمال شرقي سوريا، يعاين المهندس عكيد عبدالمجيد الأضرار عقب الضربات الجوية التركية قبل أسبوع، والتي أدت لخروجه عن خط الإنتاج.

وكان عبدالمجيد وهو إداري في المعمل برفقة 300 مهندس وفني وعامل على رأس عملهم، عندما تعرض المعمل في الـ 23 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لغارات جوية تركية، وعرضت حياتهم للخطر.

ومنذ العشرين من الشهر الماضي، صعدت تركيا وتيرة قصفها على مناطق في الشمال السوري واستهدفت بنى تحتية حيوية أخرجتها عن الخدمة. وأبرز هذه المنشآت هي محطات نفطية ومعمل الغاز ومحطة الكهرباء بريف ديرك.

بينما يجهد العمال على انتشال القطع المتضررة في المعمل، يشرح المهندس الستيني الأضرار الناجمة عن القصف، إذ تضررت دارتين أساسيتين وهما (التجفيف والتبريد)، بذلك توقف إنتاج الغاز المنزلي بالكامل عن سكان شمال شرقي سوريا.

وتقدر نسبة الضرر الذي لحق بالمعمل بـ50%، وهو ما يتطلب وقتاً إضافياً لإعادة تأهيله وعودته إلى الإنتاج وسط صعوبات في تأمين قطع التبديل.

والمعمل تم إنشاؤه منذ أكثر من 30 عاماً، “ويعتبر قديماً والحصول على القطع التبديلية ليست بالسهولة”، بحسب “عبد المجيد”.

وأنشئ معمل السويدية للغاز مطلع الثمانينات القرن الماضي من قبل شركات فرنسية، دون أن يطرأ عليها منذ ذلك الوقت أية تحديثات.

ولم يحدد الإداري في المعمل مدة زمنية لإعادته كما السابق، ويقول إن ذلك يتوقف على تأمين الخبرات الفنية وقطع التبديل، “وإذا لم تحصل عراقيل في تأمين القطع سيعود المعمل كما السابق خلال مدة ثلاثة أشهر”.

وطال القصف التركي وفقاً لما يوضحه “عبدالمجيد” أحد الخزانات الكروية للغاز في المعمل أيضاً، “وهي سهلة الانفجار وبإمكانها تخريب ما حولها على مسافة دائرة قطرها 5 كم”.

وكان معمل السويدية للغاز والوحيد في شمال شرقي سوريا، ينتج يومياً 500 ألف متر مكعب من الغاز النظيف يغذي بها عنفات الطاقة الكهربائية لإنتاج 40 ميغا واط من الكهرباء، بحسب المهندس.

وتغذي محطة السويدية مدن الجزيرة السورية بـ50 بالمئة من الكهرباء النظامية، وعاش السكان عدة أيام بدون كهرباء، بحسب زياد رستم، الرئيس المشارك لهيئة الطاقة في شمال شرقي سوريا لـنورث برس.

وبعد أسبوع من العمل المكثف، أعلن المجلس التنفيذي التابع للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، الثلاثاء الفائت، مباشرة الورشات الفنية بمنشأة توليد السويدية بالإقلاع التدريجي للعنفات الغازية ربطها بالشبكة العامة، بحمولة وسطية تبلغ 35 ميغا واط التي ستخصص كامل الكميات المولدة حالياً لتغذية الخطوط الخدمية في إقليم الجزيرة.

وكان القصف التركي في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، استهدف محطة تحويل الكهرباء في قرية تقل بقل بالقرب من مدينة ديرك، كانت توزع الكهرباء على نحو 65 قرية، ولا زالت خارج الخدمة.

إلى ذلك، كان المعمل ينتج ما يقارب 130 طناً من الغاز المنزلي أي ما يعادل 13 ألف اسطوانة يومياً، بحسب إدارته.

إلا أن هذه الكمية كانت لا تسد حاجة السوق المحلي، لذلك كانت الإدارة الذاتية تستورد كمية من الغاز من إقليم كردستان العراق، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين في الإدارة الذاتية لـنورث برس.

ومع توقف الإنتاج، يقول “عبدالمجيد” إنهم سيسدون النقص الحاصل من الاحتياطي لديهم إلى جانب استيرادها رغم تكلفتها الباهظة التي تصل لـ 5 دولار لكل أسطوانة تقريباً.

ومنذ استهداف منشأة السويدية الحيوية التي ترفد إقليم الجزيرة بالكهرباء والغاز، يسابق سليمان سلمو، رئيس دائرة العمليات في معمل الغاز السويدية، الزمن لصيانة الأضرار الحاصلة وفق الإمكانات المتوفرة.

ويقول في تصريح لـنورث برس: “المعمل تعرض لأضرار فادحة ويحتاج لإمكانات مادية عالية، لذلك المهندسين والعمال يعملون ليلاً ونهاراً لتحويل الغاز بشكل جزئي إلى العنفات لتعويض النقص الحاصل في الكهرباء بالمنطقة”.

 إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد