ما التأثيرات السلبية للقصف التركي على بنى تحتية في الشمال السوري؟

القامشلي – نورث برس

منذ العشرين من الشهر الجاري، تشن القوات التركية هجمات جوية وبرية ضد مناطق عدة من شمالي سوريا، مستهدفة وبالدرجة الأولى بنى تحتية ذات أهمية كبيرة للمنطقة وذلك لاعتمادها الكلي في إنتاج الغاز والمحروقات وتوليد الطاقة الكهربائية وضخ المياه.

القصف التركي العنيف أدى حتى الآن إلى خروج معمل إنتاج الغاز ومحطة توليد الطاقة الكهربائية بالقرب من قرية السويدية بريف مدينة ديرك عن الخدمة ومحطة توزيع كهرباء في تقل بقل بريف ديرك وصوامع ظهر العرب في ريف مدينة الدرباسية.

وتوقف عمل محطة مياه قريبة من قرية شرك بريف ديرك وخروج محطات للنفط شرقي القامشلي عن خط الإنتاج منها العودة وكرداهول وليلان ودجلة والسعيد وزاربة ومعشوق وكيل حسناك.

وتضررت صوامع ظهر العرب في ريف مدينة الدرباسية وصوامع الحبوب في بلدة تربه سبيه جراء القصف التركي، وتدمرت مدرسة ومشفى قيد التجهيز في كوباني.

ومع عدم قدرة فرق الصيانة على إصلاح الأضرار التي سببتها الغارات التركية بمنشآت النفط والغاز والطاقة، خوفاً من استهدافات جديدة، فإن المنطقة أمام تحديات جمة حول كيفية تأمين احتياجاتها من الغاز والمحروقات والكهرباء مع بدء فصل الشتاء.

ويعد معمل السويدية للغازبريف ديرك، الوحيد الذي يغذّي كافة شمال شرقي سوريا بالمادة، وتبلغ أقصى طاقته الانتاجية 13 ألف اسطوانة يومياً، بحسب زياد رستم الرئيس المشارك لهيئة الطاقة لشمال وشرق سوريا.

الكميات المنتجة للغاز في هذا المعمل وقبل أن يخرج عن الخدمة، الأربعاء الماضي، لم تكن تغطي حاجة المنطقة بحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية، إذ كان السكان في عموم المنطقة يعانون من تأخر استبدال أسطوانات الغاز لأكثر من شهرين وعدم توفرها في بعض الأحيان.

ولكن ومع خروجه عن خط الإنتاج كلياً، فإن السكان مع معاناة جديدة تلوح تداعياتها في الأفق، فمن المتوقع أن تفقد المادة كلياً عن المنطقة أو يصل سعر الأسطوانة إلى “أسعار خيالية” في حال توفرها.

ويشير الرئيس المشارك لهيئة الطاقة لشمال وشرق سوريا إلى أن المحطات النفطية متوقفة بشكل شبه كامل عن العمل بسبب استمرار عمليات القصف، ما يعني عدم إمداد المنطقة بالمحروقات سواء وقود السيارات والأفران والزراعة ومازوت التدفئة.

أما محطة السويدية لتوليد الطاقة الكهربائية بريف ديرك، كانت مسؤولة عن تزويد مدن الجزيرة السورية 50 بالمئة من الكهرباء النظامية ومع توقف ضخ الغاز إلى عنفات الطاقة الكهربائية، باتت مدن الجزيرة وأريافها دون كهرباء منذ عدة أيام.

وبحسب  “رستم” توقفت عنفات محطات السويدية والشركة عن الخدمة الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية لعدم وجود الضغط الكافي لتشغيل كافة العنفات وإنما يستعمل بحمولات جزئية لا تتجاوز 25% للطاقة الإنتاجية لكل مجموعة غازية.

أما محطة تقل بقل في ديرك، كانت توزع الكهرباء على نحو 65 قرية، بالإضافة لتأمين الكهرباء لمرافق مياه الشرب والمستوصفات الطبية التي تخدم أهالي تلك القرى وحقول نفط بالمنطقة.

وتدمرت هذه المحطة بشكل كامل وقدر “رستم” الخسائر المادية لهذه المحطة بنحو نصف مليون دولار.

وخسرت المنطقة 1000  طن من الذرة الصفراء نتيجة القصف التركي الذي طال صوامع ظهر العرب في ريف مدينة الدرباسية، بحسب ما ذكرت هيئة الاقتصاد لشمال وشرق سوريا لنورث برس.

وقدرت هيئة الاقتصاد لنورث برس الخسائر المالية لتدمير صوامع ظهر العرب، ما يقارب 150 ألف دولار.

وكانت الطاقة الاستيعابية لهذه الصوامع تبلغ  8000 طن من الحبوب أو المواد العلفية، بحسب هيئة الاقتصاد.

 إعداد: دلسوز يوسف- تحرير: سوزدار محمد