مخاوف من عملية تركية برية تعتري سكان قرى خط التماس بمنبج

منبج – نورث برس

تساور محمد مخاوفاً من اجتياح تركي لقريته الواقعة على خط التماس شمالي منبج، ازدادت بعد تصعيد القصف التركي على مناطق في شمالي سوريا وتهديدات أنقرة بشن عملية عسكرية برية جديدة.

يخشى محمد الإبراهيم (33 عاماً)، من سكان قرية الصيادة شمال غربي منبج، من النزوح وتردي الوضع وتعرّض حياة أفراد عائلته للخطر بشكل أكبر مما يشهدوه في الوقت الحالي، في ظل القصف التركي المتكرر.

وفي العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، صعّدت القوات التركية هجماتها ضد مناطق شمال شرقي سوريا، وقصفت الشريط الحدودي من ديرك شرقاً حتى منبج غرباً ومناطق بريف حلب الشمالي.

ومنذ بدء التصعيد الأخير، بدأ هاجس الخوف من هجوم تركي بري وموجات النزوح الكبيرة ينتاب سكان القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها.

يقول “الإبراهيم” إنهم لا يعرفون إلى أين يلجأون إذا ما بدأت تركيا بعملية برية ويخشى على مصير عائلته في حال بقوا في القرية، “لا يوجد نسبة محتملة لنجاتنا”.

وتتعرض القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها للقصف بشكل متكرر.

ويصف الرجل الثلاثيني حالهم مع ذلك، “لا نعرف أين تسقط القذيفة ومتى تودي بحياة أي منّا”.

وكثُرت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومسؤوليه خلال الفترة القليلة الماضية، عن عملية عسكرية “وشيكة” في الشمال السوري “تبدأ خلال ساعات أو أيام”، لكنها شهدت الاثنين الماضي، تراجعاً ملحوظاً وحديثاً عن مهلة لتلك العملية.

“لا موقف دولي جدي”

والسبت الفائت، أدانت 187 منظمة سورية، الهجمات العسكرية التركية على شمالي وشمال شرقي سوريا، وطالبت عبر بيان، بوقف الاعتداءات على المدنيين وأعيان المدنية بشكل فوري واحترام القانون الإنساني الدولي.

أما نورة الخالد (48عاماً)، فقد نزحت من منزلها القريب من قرية عون الدادات بريف منبج إلى أقاربها في المدينة، لتنجو بأطفالها من خطر القذائف وأصواتها التي تبث الرعب في نفوسهم.

سقوط القذائف بالقرب من المنازل، دفع بـ”الخالد” للنزوح مراراً إلى أقاربها، لكنها باتت تشعر بالإحراج نتيجة تكرار الأمر، “تعبنا من الحرب تعبنا من النزوح”.

وحثت منظمات إنسانية عاملة في شمال شرقي سوريا، الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية، لتكثيف الجهود الإغاثية والإنسانية بحيث تتم الاستجابة الفورية للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن التصعيد العسكري الأخير، خاصة في ظل استهداف الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية والبنى التحتية.

فيما يحمّل محمد العبادي (29عاماً)، من سكان قرية اليالني شمال غربي منبج، مسؤولية مأساتهم ومخاوفهم للمجتمع الدولي، إذ أن الرجل يقول: “المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لا يهمها حياة المدنيين في هذه القرى التي يرزح سكانها تحت القصف”.

ويرى أن المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لم يبدوا أي ردة فعل جدية تجاه القصف الذي تشهده قرى خط الساجور، الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها.

ومع التصعيد التركي، توالت التحذيرات الأممية والدولية من تداعيات الاعتداءات التي ترتكبها تركيا في شمالي وشمال شرقي سوريا، وسط مسعى دولي للتوسط بين دمشق وأنقرة وحل المشاكل بينهما.

ولكن كل تلك التحذيرات يبدو أنها لم تكن كافية لكبح جماح أنقرة، حيث لا زالت عدة مناطق في سوريا تتعرض للقصف التركي بشكل متقطع.

مناشدات

والأربعاء الفائت، طالبت سينم محمد ممثلة “مسد” في واشنطن، أن يكون الموقف الأميركي أقوى، وأن تكون التصريحات الأميركية أوضح لردع تركيا عن أي عمل عسكري بري في شمالي سوريا.

وفي تصريح سابق لنورث برس، ندّدت “محمد” بصمت الدول العربية إزاء التصعيد التركي الأخير الذي يستهدف سكان المنطقة، والبنى التحتية الذي سيزيد من معاناة الشعب السوري، بينما لم يصدر من جانب الدول العربية أي موقف مناهض إزاء ذلك.

ويخشى عمر الفواز (40عاماً)، من سكان قرية قرت ويران شمال غربي منبج، هو الآخر من النزوح من منزله وقريته.

ويقول، إن الوضع الإنساني سيكون “سيئاً للغاية” في حال أقدمت تركيا على عمليتها العسكرية وخاصة في فصل الشتاء، ويرى أن “العملية ستتسبب بموجات نزوح كبيرة وتهجير آلاف السكان من تلك القرى”.

وفي الربع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، توقّع عبد المهباش الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، حدوث “مأساة إنسانية” في حال استمرار القصف التركي، سيقع النازحون ضحية لها.

ويناشد “الفواز”، المجتمع الدولي بإيقاف العملية التركية والانتهاكات بحق السكان الآمنين في منازلهم.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: أحمد عثمان