القامشلي- نورث برس
تحولت جلسة لمجلس الأمن الدولي، بشأن سوريا، أمس الثلاثاء، إلى ساحة حرب بين دمشق وأنقرة.
وقال مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، أمس الثلاثاء، “لن أشرف ممثل النظام السوري بالرد عليه”، عندما انهالت جملة انتقادات وجهها نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الحكم دندي إلى تركيا.
وجاء وذلك في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت في نيويورك، يوم أمس، حول سوريا، في ظل ما تشهده من تطورات عسكرية وتهديدات تركية بشن عملية عسكرية في شمالي سوريا.
وفي العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، شنّت تركيا سلسلة غارات جوية على مدار ثلاثة أيام متواصلة استهدفت مئات المواقع ضمنها البنى التحتية على طول الحدود شمال شرقي سوريا.
وقال دندي إن “قوات النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية شنوا قبل أسبوع سلسلة اعتداءات على مناطق في شمالي سوريا ذهب ضحيتها عدد من المدنيين والعسكريين وتسببت بأضرار بالغة في المنشآت الخدمية والبنى المدنية في تلك المناطق”.
وأضاف دندي خلال كلمته بمجلس الأمن أن “الذرائع التي يسوقها النظام التركي لتبرير العملية باتت مكشوفة، ولم تعد تخدع أحداً وخاصة في ظل استمراره بدعم التنظيمات الإرهابية ورعايته إلى اليوم (داعش) و(جبهة النصرة )”.
من جانبه شدد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، على أن بلاده ستواصل عمليات “مكافحة الإرهاب” بموجب الحق المشروع للدفاع النفس الوارد في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وردَّ سينيرلي أوغلو، على التصريحات التي تقول إن العمليات التركيا ستؤثر سلباً على مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، “منفصلة عن الواقع”، في إشارة إلى تصريحات الولايات المتحدة الأميركية.
وأمس الثلاثاء حذرت وزارة الدفاع الأميركية، “من تداعيات أي عمل عسكري تركي شمالي سوريا، على جهود محاربة تنظيم (داعش)”.
وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي، إن “قوات التحالف الدولي خفضت عدد الدوريات المشتركة في سوريا”.
وأضاف: “الحقيقة هي أن داعش لا يزال يشكل تهديداً للدول المجاورة بسبب الأخطاء والاستراتيجيات الخاطئة لأولئك الذين يطلقون مثل هذه التصريحات”.
فيما جدد نائب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، الحكم دندي، مطالبات سوريا لمجلس الأمن بضرورة “إلزام النظام التركي بإنهاء وجوده العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية”.
ووسط احتدام الانتقادات والاتهامات المتبادلة بين ممثلي سوريا وتركيا، لم يخفِ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن قلقه من مخاطر التصعيد العسكري في سوريا.
وقال بيدرسن: “اليوم حضرت لأخبركم أن الديناميكيات المؤدية إلى تصاعد العنف ما زالت موجودة بالفعل ومستمرة، وهو أمر خطير يدعو إلى القلق”.
وأضاف المبعوث الأممي في إحاطته لمجلس الأمن، أن “سوريا بحاجة إلى تراجع العمليات العسكرية و إلى المزيد من التركيز على العملية السياسية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.”
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد، سواء في الجو أو على الأرض، “دعوني أؤكد أنه على تركيا والمعارضة المسلحة وقوات سوريا الديمقراطية وقف التصعيد الآن”.