آلاف العائلات في الحسكة لم تستلم مازوت التدفئة والبديل “بطانيات”
الحسكة – نورث برس
اشترى ماهر قبل يومين، 25 ليتراً من المازوت بثلاثين ألف ليرة سورية من السوق السوداء ويستهلك كمية قليلة منه في فترتي الصباح والمساء لإيقاد المدفئة، فيما يقضي أفراد عائلته باقي اليوم خارج الغرف، لتدفئة أنفسهم أمام أشعة الشمس.
ماهر الفرج (51 عاماً) من سكان حي الناصرة بمدينة الحسكة، لم يستلم كما آلاف العائلات إلى الآن مخصصاته من مازوت التدفئة ويكتنفه القلق أن يتأخر التوزيع أكثر وخاصة مع خروج حقول نفطية بريف ديرك عن خط الإنتاج بسبب القصف التركي الذي طالها خلال الأسبوع الماضي.
وتضررت محطات النفط، العودا وكرداهول وليلان ودجلة والسعيد وزاربة ومعشوق وكيل حسناك بريف ديرك بسبب القصف.
وبحسب تصريح سابق للرئيس المشارك لهيئة الطاقة لشمال وشرق سوريا فإن المحطات النفطية متوقفة بشكل شبه كامل عن العمل بسبب استمرار عمليات القصف.
ويقول “الفرج” وهو رب أسرة مكونة من ثمانية أفراد، إنه ليس بمقدوره شراء المزيد من المازوت في حال نفدت الكمية وخاصة أن سعر الليتر الواحد يتراوح ما بين 900 و1500 ليرة بحسب الجودة.
يضيف بعدما أنهى تناول وجبة طعام برفقة عائلته تحت أشعة الشمس بسبب برودة الطقس داخل الغرف، “العام الماضي تأخر توزيع المازوت ويبدو أن العام الحالي كما سابقه، لدي أطفال في المراحل الدراسية الأولى والجو بات بارداً”.
والأمر لا يقتصر على تأخر التوزيع فحسب، فالكمية المخصصة لكل عائلة “غير كافية” بحسب سكان محليين التقت بهم نورث برس، إذ أكدوا أنهم يحتاجون على أقل تقدير إلى 600 ليتر.
وكانت الإدارة الذاتية قد حددت 300 ليتر من محروقات التدفئة لكل عائلة خلال فصل الشتاء الحالي 2022 – 2023، بعدما كانت مخصصات كل عائلة 440 ليتراً خلال الشتاء الماضي.
ويقول “الفرج” الذي استهلك العام الماضي نحو 700 ليتر، “الكمية المخصصة غير كافية ولكن الرمد أفضل من العمى”.
وإلى الآن، استلمت 55131 عائلة مخصصاتها من مازوت التدفئة في مدينة الحسكة وريفها، من أصل 81450 بطاقة تم تسجيلها لدى مديرية المحروقات في الحسكة، أي أن هناك أكثر من26 ألف عائلة تنتظر استلام مستحقاتها والعدد قابل للزيادة في ظل استمرار التسجيل، بحسب إدارة المديرية.
ويرجع يزن أحمد، الرئيس المشارك لمديرية المحروقات في الحسكة سبب التأخر إلى “الحاجة الكبيرة لمادة المحروقات للقطاع الزراعي وخاصة المحاصيل الصيفية”.
ويقول إن عملية التوزيع مستمرة، وكان من المقرر وبحسب الخطة الموضوعة أن ينتهي التوزيع قبل نهاية الشهر الجاري، لكن وبسبب التصعيد العسكري التركي للمنطقة منذ العشرين من الشهر الجاري، فمن الممكن أن يتأخر التوزيع حتى الشهر المقبل.
ويضيف “أحمد” أن ذلك “يتوقف على الكميات الواردة والاحتياجات”.
وأمام تأخر التوزيع، يلجأ أفراد عائلة عبدالغفور السيد (55 عاماً) من سكان حي الكلاسة بالحسكة، لاستخدام البطانيات لتدفئة أنفسهم، في ظل عجزهم عن شراء المازوت من السوق السوداء.
ويقلق رب هذه الأسرة المكونة من 12 فرداً أن يتأخر التوزيع أكثر وخاصة أن الجلوس تحت أشعة الشمس في النهار لن يكون متاحاً بعد الآن وسط هطول الأمطار.