القامشلي- نورث برس
خلال أقل من اسبوع، تعرضت قاعدتين للتحالف الدولي في شمال شرقي سوريا للقصف، في ظل معارضة الولايات المتحدة الأميركية شن تركيا عملية برية جديدة في المنطقة وحثها على وقف التصعيد.
وأمس الجمعة، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أن هجوماً صاروخياً استهدف قاعدة الدوريات الأميركية في بلدة الشدادي، جنوبي الحسكة.
وقالت في بيان إن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار في القاعدة أو ممتلكات التحالف.
فيما لم يرد في البيان أي تعليق للقيادة المركزية الأميركية حول المسؤول عن الهجوم الصاروخي.
وقال مصدر عسكري لنورث برس، إنَّ “أربعة صواريخ انفجرت بالقرب من القاعدة الأميركية ومبنى حقول الجبسة على أطراف ناحية الشدادي.”
وشهدت الشدادي عقب الاستهداف انتشاراً أمنياً كثيفاً لدوريات قوى الأمن الداخلي “الأسايش” وسط تحليق للطائرات الحربية والمروحية في سماء المدينة.
واعتبرل الكولونيل جو بوتشينو المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: “الهجمات من هذا النوع تعرض قوات التحالف والسكان المدنيين للخطر، وتقوض الاستقرار والأمن اللذين تم تحقيقهما بشق الأنفس في سوريا والمنطقة”.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه تركيا هجمات جوية وبرية ضد مناطق في الشمال السوري، مستهدفة موارد المنطقة الاقتصادية وخاصة النفطية، إضافة إلى نقاط تمركز للجيش السوري وقرى حدودية آهلة بالسكان.
وقبل استهداف قاعدة الدوريات الأميركية في الشدادي بيومين، قصفت طائرة مسيرة تركية، قاعدة مشتركة للتحالف الدولي مع قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة.
وفي بيان، قالت “قسد” حينها إن الاستهداف أسفر عن فقدان عنصرين من مقاتلي وحدات مكافحة الإرهاب لحياتهم، وإصابة ثلاثة آخرين، اثنين منهم خطرة.
وتنتشر قوات التحالف الدولي في القسم الشرقي من منطقة نهر الفرات وتتمركز في عدة قواعدها أبرزها قاعدة في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور وقاعدة التنف على بعد 24 كم غربي معبر الوليد عند المثلث السوري العراقي الأردني ويعتبران من أكبر القواعد لها.
إضافة إلى قاعدة في الحسكة وواحدة في قرية هيمو بريف القامشلي وقاعدة في قرية تل فارس بالقرب من مطار القامشلي.
ومع مساعٍ أميركية لإيقاف الهجوم البري التركي المحتمل، تستمر تركيا بقصف المنطقة، إذ جددت قصفها على عدة قرى أقصى شمال شرقي سوريا وشمالي الحسكة ، السبت، دون وقوع خسائر بشرية.
كما طال قصف آخر نقاطاً للجيش السوري على أطراف قرى بريف حلب الشمالي وقرى زور مغار وجارقلي غربي كوباني وقريتي كولتب وكوران في ريف كوباني الشرقي.
وفي مؤتمر صحفي عقده على تطبيق “زوم” مع مجموعة من الصحافيين، السبت، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، إن تركيا تتحضر لشن هجوم على كوباني ومنبج وتل رفعت.
هذا الهجوم البري إن حصل، فقد يضع القواعد الأميركية في مرمى النيران التركية مرة أخرى، في ظل حديث عبدي عن أن “الحرب ستشتعل على الحدود السورية التركية بأكملها”، في حال بدأت تركيا عمليتها البرية.
وينتاب سكان محليون مخاوفاً أن تكرر الولايات المتحدة الأميركية سيناريو عام 2019، حينما شنت تركيا عملية عسكرية ضد سري كانيه وتل أبيض وسحبت معظم قواتها من شمال شرقي سوريا.
وفي ظل تمسك تركيا بالعملية البرية، يطرح البعض تساؤلات حول المواقف الأميركية هل ستكون كافية لكبح جماح أنقرة؟