مدارس شبه فارغة في كوباني بسبب القصف وأخرى مغلقة

كوباني – نورث برس

يتخوف شرفان من إرسال أطفاله للمدرسة منذ تعرض مدينته للقصف بطائرات حربية تركية والذي بدأ في العشرين من الشهر الجاري.

وتعرضت مدن في شمال شرقي سوريا على طول الشريط الحدودي للقصف بطائرات حربية تركية وقصف مدفعي استهدف بنية تحتية فيها، بينها مدارس ومستشفيات.

شرفان عمر (34 عاماً)، والد لخمسة أطفال، ثلاثة منهم يدرسون في مدارس الإدارة الذاتية في مدينة كوباني يقولإنه امتنع عن إرسال أطفاله إلى المدرسة خوفاً عليهم من القصف العشوائي التركي للمنطقة.

ويشير أنه سينتظر استقرار الأوضاع وعودة الأمان حتى يرسلهم مجدداً إلى المدرسة.

وتسبّب القصف التركي العنيف الذي طال كوباني وقراها بحالة من الهلع للسكان وخاصة بعد أن طال مشفى الأطفال ومدرسة في ريف كوباني الشرقي، وهو ما أدى لامتناع غالبيتهم عن إرسال أطفالهم إلى المدراس  خوفاً من تجدد القصف.

وأغلقت كامل مدارس القرى الحدودية في كوباني خوفاً من تجدد القصف وتعرض الأطفال لإصابات، فيما أبقت هيئة التربية مدارس المدينة مفتوحة ولكن غالبية التلاميذ والطلاب لا يداومون.

ويخشى القائمون على السلك التعليمي، بأن يؤدّي استمرار عمليات القصف، لتأخُّر السير بالمناهج الدراسية.

والأربعاء الماضي، تعرضت قرى ريف كوباني الشرقي لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، أدى لتدمير مدرسة قرية كوران

بشكل كامل، إضافة إلى تدمير منازل.

ويلفت “عمر” أن القصف التركي سبّب حالة من الذعر والخوف لأطفاله  نتيجة أصواته العالية وفي أوقات متأخرة من الليل.

ويغلب على كوباني وخاصة القرى الحدودية حالة من القلق وسط تراجع حركة المارة خوفاً من تجدد القصف.

ونتيجة ذلك، بات أصدقاء دارين جنيد (11 عاماً) وهي طالبة صف سادس في مدرسة “نودا آفشين” بكوباني، يتغيبون عن المدرسة منذ أربعة أيام.

وكان عدد طلاب في الصف السادس بهذه المدرسة  30 طالباً قبل بدء تركيا بضرباتها الجوية الأخيرة ضد المنطقة ولكن حالياً يداوم ثلاثة أو أربعة منهم فقط.

وبحسب معلمين في هذه المدرسة فإن تركيز التلاميذ معظم الوقت وحتى أثناء تواجدهم في المدرسة يكون على صوت الطائرات.

وتقول نورهان محمد، معلمة للصف الخامس في مدرسة “نودا آفشين”، إنهم مستمرون كمعلمين في دوامهم المدرسي، رغم القصف الذي طال المنطقة منذ بداية الأسبوع الدراسي.

وتضيف، أن عدد الطلاب الذين يأتون إلى المدرسة “قليل”، بسبب مخاوف ذويهم من القصف العشوائي.

وتشير المعلمة أن عدد طلابها في الصف كان 27 طالباً، أما الآن لا يداوم منهم سوى ثلاثة أو أربعة فقط.

ليس طلابها فحسب فقد انخفض عدد طلاب مدرستها من 600 طالب، إلى 25 أو 30 طالب فقط وهم لا يملؤون مقاعد شعبة واحدة.

ويؤيد بكر جرادة، الرئيس المشارك لهيئة التربية والتعليم في إقليم الفرات، قول سابقته بإسهام استهداف المدارس والمستشفيات، بإثارة مخاوف ذوي الطلبة وتوجّههم لعدم إرسالهم للمدارس.

ويطالب الجميع وخاصة الدول الضامنة ومنظمات حقوق حماية الأطفال بتحمل مسؤولياتهم في الوقوف في وجه “إرهاب ووحشية وفاشية الدولة التركية ووضع حد لها”.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان