“لا مكان نلجأ إليه”.. مخاوف سكان بريف حلب الشمالي من هجوم تركي محتمل

حلب- نورث برس

تسود حالة من القلق بين سكان بريف حلب الشمالي، منذ أن كثفت تركيا ضرباتها الجوية والبرية ضد مناطق شمال شرقي سوريا وقرى وبلدات بريف حلب الشمالي.

وبينما يتردد دوي قصف تركي على قرى تابعة لناحية شيراوا جنوبي عفرين غير خاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، يقول عدنان: “نخاف أن يتكرر سيناريو السنوات الماضية، ولكن هذه المرة بغطاء تركي وبموافقة دولية”.

عدنان مصطفى (53 عاماً)، من بلدة نبل في ريف حلب الشمالي، يكتنفه الخوف على غرار سكان القرى والبلدات بريف حلب الشمالي وخاصة القريبة من بلدة تل رفعت، من أن تتجه الأمور نحو الأسوأ وتشن تركيا عملية برية في المنطقة.

ومنذ العشرين من الشهر الجاري، بدأت تركيا بعملية عسكرية جوية استهدفت عشرات المواقع على طول الحدود شمال شرقي سوريا، إضافة إلى قرى بريف حلب الشمالي، وتزامنت مع تلويحها بعملية برية جديدة في سوريا.

وأمس الأربعاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن العمليات البرية في سوريا “ستبدأ في الوقت الأنسب”.

ويعتقد “مصطفى” أن بلدتي نبل والزهراء ذواتا الغالبية الشيعية، تواجهان خطراً يفوق الذي تعرضتا إليه ببداية الحرب السورية حينما فرضت فصائل معارضة حصاراً خانقاً على البلدتين وشنت هجمات دامية.

 وفي حيرة من أمره، يضيف الرجل الخمسيني: “أي هجوم تركي قد يحصل بريف حلب الشمالي سيضعنا أمام خيارات صعبة تنتهي بتهجرينا من منازلنا”.

وتضم منطقة ريف حلب الشمالي، آلاف النازحين من عفرين يستقرون في خمس مخيمات وقرى وبلدات ومنذ بداية تجديد تركيا تهديداتها وتصعيد وتيرة قصفها، أصبحت ذكريات النزوح السابقة تراود مخيلة هؤلاء وخاصة أن البعض ذاق مرارتها أكثر من مرة.

وفي بلدة مسقان بريف حلب الشمالي، يتحير نور الدين حسين (48 عاماً)، في المكان الذي سيلجأ إليه في حال نفذت تركيا عمليتها العسكرية التي تلوح بها.

وكان “حسين” كما سكان بلدته، نزح من منزله عام 2014 أثناء المعارك بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة وعاد قبل عامين بعد أن بسطت الحكومة سيطرتها على كامل ريف حلب الشمالي.

يضيف: “نيران الحرب لن تقتصر على تل رفعت ومحيطها، ستشمل جميع القرى، لا ندري أين سينتهي بنا الأمر”.

والخميس، لم تستبعد روسيا على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، احتمال عدول تركيا عن القيام بعملية برية في سوريا، ولكن ذلك لم يبدد مخاوف السكان الذين ينتظرون بقلق ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام القليلة الماضية.

وتتحدث علا عثمان (29 عاماً) عن الحالة النفسية “السيئة” لأطفالها بسبب تصاعد وتيرة القصف التركي على المنطقة، إذ ترفض طفلتها البالغة من العمر ثمانية أعوام الذهاب إلى مدرستها بمفردها رغم قربها من المنزل.

وتقول “عثمان” وهي من سكان بلدة كفرناصح بريف حلب الشمالي، إن أصوات القذائف التي سقطت في القرى المجاورة سببت حالة من الهلع والرعب لأطفالها، ما يضطرها لمرافقتهم إلى المدرسة في الذهاب والإياب.

وتضيف: “يستيقظ أطفالي مذعورين في الليل ويصرخون من شدة الخوف أثناء سقوط القذائف”.

وتعبر هي الأخرى من مخاوفها من سقوط قذائف على منزلها أو المدرسة أثناء دوام التلاميذ، “حياتنا باتت خوف ورعب متواصل منذ أيام والقصف لم يهدأ، لكن لا خيار لدينا، فلا مكان نلجأ إليه”.

إعداد: جورج سعادة – تحرير: سوزدار محمد