بعد سيطرة المسلحين المحليين على درعا البلد.. هل انتهى “داعش” في درعا؟

درعا ـ نورث برس

في حافلات مكيفة وحماية القوات الحكومية، خرج تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من محافظة درعا جنوبي سوريا خريف العام 2018، ولكن يبدو أن التنظيم يولي المحافظة اهتماماً كبيراً حيث عاد للعمل مجدداً عبر خلايا في عدد من مدنها مثل جاسم ودرعا البلد، ولكن المسلحين المحليين رفضوا وجود التنظيم وشنوا معارك ضده أدت إلى إخراجه، ولكن يبقى السؤال هل انتهى التنظيم في درعا.

فرحان المسالمة اسم مستعار لأحد وجهاء المدينة، قال لنورث برس، إن أعضاء تنظيم “داعش” في درعا هم قسمين، “الأول من أصحاب العقيدة التكفيرية ويتبعون لقيادة التنظيم بشكل مباشر”.

وأما القسم الآخر فهم من “الفاسدين المفسدين من القتلة وقطاع الطرق ومهربي المخدرات ومتعاطينها التقت مصالحهم مع مصالح التنظيم وهم من أوجدوا لهم المكان وأمنوا لهم البيوت ليسكنوا فيها طبعاً مقابل المال”.

وأفاد “المسالمة” أن “قادة التنظيم كانوا يستخدمون قسماً من أبناء المنطقة للرصد ومتابعة الأشخاص الذين يريدون اغتيالهم من الثوار”.

والقسم الثاني “يؤمن لهم الدعم اللوجستي من ذخيرة وسلاح وسيارات مسروقة ودراجات نارية وغيرها، بحسب الوجيه.

ونفى “المسالمة” أي دور لقوات الحكومة “بشكل مطلق” في العملية العسكرية ضد التنظيم.

وأضاف: “نحن نعمل مع أهالي المنطقة على منع اي شخص غريب عن درعا أن يتواجد بأحياء درعا البلد، وستكون هذه الأحياء مراقبة بشكل دقيق حتى لا يعود أفراد أو جماعات من التنظيم على حي طريق السد والأحياء المجاورة”.


اقرأ أيضاً:


رفض لتواجد القوات الحكومية

قيادي في اللواء الثامن، التابع للفيلق الخامس الذي تديره روسيا في درعا، رفض الكشف عن اسمه، قال لنورث برس، في بداية المعركة بين المسلحين المحليين وعناصر “داعش”، لم تكن صراعاً للسيطرة على منطقة معينة بل كان قرار أبناء المنطقة “لاستئصال عناصر التنظيم”.

وأشار إلى أن تحصن خلايا “داعش” في مراكز انطلاقهم بعدد من الكتل السكنية في حي طريق السد وتحصينها بشكل كبير بالعتاد والعناصر والتجهيزات العسكرية الفردية الحديثة، دفع المسلحين المحليين لطلب المساندة من اللواء الثامن”.

وأعرب المصدر عن اعتقاده، أن انتهاء نشاط التنظيم في المنطقة مرتبط بقطع مموليه في الخارج الدعم عنه، “العصابات الموجودة الآن في الجنوب هي أدوات مستهلكة يتم استبدالها بمراحل أخرى، ونحاول رصد تحركاتهم ومطاردتهم”.

الموقع الجيوسياسي

الباحث والكاتب حسام البرم، المقيم في فرنسا، قال لنورث برس، إن “تركيز داعش على محافظة درعا هو لموقعها الجيوسياسي ووقوعها على الحدود الأردنية والحدود مع الجولان السوري وقربها من العاصمة دمشق أيضاً”.

وأشار إلى أن “النظام السوري هو المستفيد الأساسي من الاشتباكات بين المسلحين المحليين وعناصر التنظيم في درعا”.

وتتمثل تلك الاستفادة، في أن “النظام يحاول دائماً فرض نفسه أمام السكان والمجتمع الدولي على أنه هو الحل الوحيد وأساس الاستقرار في المنطقة”، بحسب “البرم”.

وذكر أن “النظام السوري منذ عامين يتخذ من وجود داعش ذريعة للدخول إلى بعض المدن والقرى مثل طفس وجاسم ودرعا البلد”.

داعش لم ينتهِ

عضو في اللجنة المركزية في درعا البلد، قال لنورث برس، إنه “كان يجب علينا التحرك من أجل استئصال سرطان داعش من درعا البلد قبل أن ينتشر ويصعب بعدها السيطرة عليه”.

وأضاف: “في درعا كان هناك بؤرتان يتواجد فيهما داعش في حي طريق السد والمخيم وتعتبر هاتان النقطتان مركزاً للانطلاق لتنفيذ عمليات ضد أهالي المنطقة وآخرها تفجير انتحاري نفسه في منزل قيادي سابق في المعارضة”.

وأوضح أنه على الرغم من السيطرة على مقرات “داعش” في درعا البلد، وقتل عدد منهم “إلا أن المعركة ضد التنظيم لم تنتهِ بعد وخاصة في ظل هروب عدد من قادته وتواريهم عن الأنظار في الوقت الحالي”.

وأشار أن تسعة من عناصر “داعش” كانوا غرباء عن المحافظة وقتلوا خلال الاشتباكات واثنين منهم قاموا بتفجير أنفسهم خلال الاشتباكات التي انتهت بهزيمة التنظيم منتصف الشهر الجاري.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: قيس العبدالله