رأس حربة العمليات المشتركة بين “قسد” والتحالف الدولي تستهدفه تركيا

غرفة الأخبار ـ نورث برس

لم تسلم حتى القوات الحليفة للتحالف الدولي والتي تدير العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في شمال شرقي سوريا من القصف التركي، الذي لم يعبأ بدعم التحالف الدولي لها، إذ أنه استهدف حتى تلك القواعد.

وأمس الثلاثاء، استهدفت طائرة مسيرة تركية، أهم قواعد التحالف الدولي في الحسكة، ما أسفر عن خسائر بشرية.

وقال مصدر عسكري من التحالف الدولي، لنورث برس، إن مسيرة “مفاجئة” استهدفت مقراً لوحدات مكافحة الإرهاب الخاصة في قوات سوريا الديمقراطية، ضمن قاعدة التحالف الدولي.

وأسفر القصف عن فقدان مقاتلين اثنين لحياتهما، (مُحمَّد خالد عبدو) من كوباني، و(منتصر بشير عمر) من سري كانيه، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، بحسب المصدر.

وتبعد القاعدة التي يطلق عليها السكان المحليون تسمية “استراحة الوزير” أكثر من 50 كم عن الحدود السورية التركية.

واعتبر المصدر أن هذا التصعيد “كبير وخطير” في وقتٍ تسعى فيه واشنطن للحفاظ على استقرار المنطقة.

من جانبه قال مصدر آخر في “قسد” لنورث برس، إن اجتماعات مكثفة تجري الآن مع قوات التحالف الدولي لمناقشة تطورات الحادثة.

ليس الأول

وهذا الاستهداف ليس الأول، ففي الثالث والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، وبعد ساعات من ثناء التحالف الدولي لمحاربة “داعش” على الدور “البطولي” الذي تلعبه المقاتلات في صفوف قوات سوريا الديمقراطية في الحرب على التنظيم، استهدفت مُسيرة تركية قياديات في “قسد”.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، حينها، فقدان ثلاث قياديات لحياتهن جراء استهداف مسيرة تركية لعربتهن، في مدخل مدينة القامشلي الشرقي، حيث توجد قاعدة عسكرية للتحالف الدولي.

وبين المستهدفات، كانت قائدة وحدات مكافحة الإرهاب ضمن “قسد” وتعرف هذه القوة بأنها رأس الحربة في العمليات المشتركة بين “قسد” والتحالف الدولي ضد “داعش”.

وحمّلت “قسد” التحالف الدولي مسؤولية الاستهداف، وقالت في بيان رسمي في ذلك الوقت: “أمام هجمات دولة الاحتلال التُّركيّ على مناطقنا، فإنَّ قوات التَّحالف الدّوليّ مسؤولة بذات القدر عن تلك الهجمات”.

وحثت واشنطن، أمس الثلاثاء، على وقف التصعيد في سوريا، وذلك على لسان المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس.

وأضاف أن بلاده تحث على وقف التصعيد في سوريا لحماية أرواح المدنيين ودعم الهدف المشترك المتمثل في هزيمة “داعش”.

وقال العقيد مايلز كاغينز، المتحدث السابق باسم قوات التحالف الدولي ضد “داعش”، إن السياق الزمني لتحرّكات تركيا في الشمال السوري منذ عام 2018 تجعل الهجوم التركي الأخير على المنطقة “متوقعاً”، “لذلك كان من الضروري أن يكون هناك خطوات دولية استباقية لمنع مثل هذا الهجوم الجديد”.

وأشار مايلز في تصريح لنورث برس، إلى وجود تنسيق أميركي – تركي في كل مرة تحدث فيها مثل هذه الهجمات “لكي لا يكون هناك اصطدام بين قوات البلدين، لكنه لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة موافقة على مثل هذه التحركات”.

مواقف

وحذر الكرملين، أمس الثلاثاء، تركيا من “زعزعة استقرار الوضع في سوريا”، حيث شنت أنقرة ضربات جوية ومدفعية قاتلة، وتهدد بشن هجوم بري آخر في شمالي سوريا.

وقالت روسيا، أمس أيضاً، إنها تأمل في أن تتحلّى تركيا بـ”ضبط النفس” وأن تمتنع عن “أيّ استخدام مفرط للقوة” في سوريا.

وجاء الموقف الروسي على لسان مبعوثه في سوريا ألكسندر لافرنتييف، خلال تصريح صحفي في اجتماع آستانا في كازاخستان، حيث يُعقد اجتماع ثلاثي روسي – تركي – إيراني بشأن سوريا.

وأضاف أنّ “روسيا تبذل منذ أشهر ما بوسعها لمنع أيّ عملية برّية واسعة النطاق” في سوريا.

ودعا المسؤول الروسي، أنقرة، لـ”مواصلة العمل مع جميع أصحاب المصلحة لإيجاد حل سلمي، بما في ذلك للقضية الكردية”.

ويأتي الحديث الروسي بعد ساعات من  تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باحتمال شنّ “عملية برية” في سوريا، غداة هجمات مميتة في مناطق متفرقة من شمال شرقي سوريا، قضى فيها العديد من المدنيين.

وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية، عن قلقها إزاء الغارات الجوية التي شنتها تركيا ضد مواقع في سوريا والعراق، ودعت أنقرة إلى “ضبط النفس”.

ورغم كل تلك التصريحات والدعوات الدولية، إلا أن تركيا لا تزال تواصل استهداف مناطق في شمال شرقي سوريا.

تواصل استخباراتي

وفي وقت سابق، قال نيكولاس هاريس، وهو خبير أمني في معهد نيولاينز (مقره واشنطن)، لنورث برس، إنه “لدى الولايات المتحدة قناة استخباراتية سرية مع تركيا، وتقوم الاستخبارات التركية باستغلال قناة التواصل السري هذه في شن هجمات بالطائرات المسيرة ضد أهداف في سوريا”.

ويرى أن واشنطن “تنظر إلى هذه الهجمات على أنها ثمن مقبول لمنع شن هجمة تركية واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية في سوريا”.

لكن وليد جولي، وهو مدير مكتب العلاقات في مركز الفرات للدراسات (مقره القامشلي)، قال في تصريح حينها، لنورث برس، إن الموقف الأميركي “من المفترض أن يكون صارماً ضد العمليات التركية خاصة في ظل استمرارية العمل المشترك ضد داعش، ولا فرق بين حرب برية أو جوية”.