أحزاب سياسية سورية تدعو لوقف فوري للهجمات التركية

القامشلي – نورث برس

استنكرت أحزاب سياسية سورية، الثلاثاء، الهجمات التركية الأخيرة، على شمال شرقي سوريا، داعية إلى وقفها.

بعد منتصف ليلة التاسع عشر من الشهر، شنت الطائرات الحربية التركية غارات جوية على مناطق متفرقة من شمال شرق سوريا كـ “ديرك، ريف حلب الشمالي، كوباني، وغيرها”، أسفرت عن ضحايا مدنيين وعسكريين ودمار كبير بالبنية التحتية. 

وقال نصر الدين إبراهيم، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، لنورث برس، إنّ الانتهاكات التركية الأخيرة بحجة تفجير اسطنبول “الواهية”، “اعتداء صارخ منافي للمواثيق الدولية”.

وفي وقت سابق، قال الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، إن الهجمات التركية الأخيرة لا علاقة لها بتفجير اسطنبول وأن تركيا كانت تخطط لهذه العملية منذ سنة.

ورأى “إبراهيم” أنّ القضايا العالقة، لن تحل بالأساليب العسكرية، “نحن بحاجة للجلوس على طاولة الحوار والتفاوض، يحق لنا كسوريين أن نقرر مصيرنا ونجد حلاً لأزمة بلادنا”.

ومن هذا المنطلق، وجد السكرتير أن الأولى بتركيا أن تركز على حل أزماتها ومشاغلها، وتتوقف عن التدخل بالدول المجاورة “منذ احتلال سري كانيه في 2019، وتركيا مستمرة بعدوانها”.

وأشار إبراهيم إلى أن الضامنين الروسي والأميركي، لم يؤديا واجبهما، مطالباً المجتمع الدولي ومجلس الأمن بوقف الهجمات التركية. 

واستهدفت طائرة مسيرة تركية، أهم قواعد التحالف الدولي في الحسكة، الثلاثاء، ما أسفر عن خسائر بشرية.

“الصمت تواطئ”

ومن جانبه، اعتبر حنا صومي، مستشار الجمعية الأرمنية في القامشلي، أن صمت التحالف الدولي وروسيا عن الأفعال التركية “تواطئ” مع من يريدون “إحياء الحلم العثماني الطوراني”.

إلى ذلك، نفى العقيد مايلز كاغينز، المتحدث السابق باسم قوات التحالف الدولي ضد “داعش”،  أن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية  على مثل هذه التحركات، وإن وجد تنسيق أميركي – تركي.

ووجه صومي رسالة لتلك الدول مفادها “مقاومتنا أنقذت الجميع من وطأة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، لذا ندين بشدة أي هجوم بربري يحاول القضاء على الديمقراطية”.

كما قالت هيفاء محمود، ممثلة حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، إنّ الهجمات التركية ترتبط بالسياسة العامة لتركيا.

وأشارت إلى أن تركيا لا تريد أي تجربة ديمقراطية بجوارها، ولها مواقف مناهضة من جميع القضايا المرتبطة بالسلم الأهلي. 

ورأت محمود أن التصريحات الأميركية التي سبقت الهجمات التركية الأخيرة، التي تنصح رعاياها بعدم السفر إلى هذه المناطق، تدل على أن “أميركا أعطت الضوء الأخضر لتركيا لتقصف”.

وفي وقت سابق من اليوم، ذكر غير بيدرسن، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، أنه سيدعو إلى وقف التصعيد في سوريا واحتواء الموقف خلال اجتماع أستانا.

وفي سياق متصل، علق طلال محمد، سكرتير حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، على الأمر، بأن تركيا تريد من خلال هجماتها الأخيرة توجيه عدة رسائل سواء كانت للداخل التركي أو بقية الدول.

“يريد أردوغان أن يكسب في الانتخابات القادمة، بعد أن كانت سياسته الأخيرة فاشلة، وانعكست على اقتصاد بلاده”، حسب ما قاله.

ووجد محمد أن تصريحات الإدانة والاستنكار لم تعد كافية، بل يجب الضغط على القوى الفاعلة لتتخذ موقفاً جدياً اتجاه الهجمات التركية.

وأدت الهجمات التركية الأخيرة إلى احتقان شعبي، إذ أنها لاقت تنديداً واستنكاراً كبيراً من سكان شمال شرقي سوريا، اللذين خرجوا بمظاهرات منددة بأي هجوم تركي على المنطقة.

إعداد: محمد الأومري – تحرير: رهف يوسف