غياب توزيع مستلزمات الشتاء يفاقم مأساة نازحي مخيم العريشة بريف الحسكة
الحسكة ـ نورث برس
تجلس كاملة الصالح (35 عاماً) وهي نازحة في مخيم العريشة جنوبي الحسكة، أمام خيمتها المهترئة التي لا تمنع برد الشتاء ومطره، وهو ما يتسبب بالعديد من الأمراض لأطفالها الأربعة، وسط عدم حصولهم على الملابس الشتوية.
نزحت الثلاثينية من دير الزور منذ ست سنوات، ولم تحصل على مستلزمات الشتاء لهذا العام داخل المخيم حتى الآن، ما يزيد خاصة أنها لا تستطيع فعل شيء تقي نفسها وأطفالها من برد الشتاء لانعدام الحيلة.
تصف المرأة المعاناه التي يعيشونها، لنورث برس، “أملك خيمة مهترئة جداً، ومع بدء هطول الأمطار تتسرب المياه إلى داخلها، وأطفالي لا يوجد لديهم ألبسة شتوية أو أحذية تقيهم برد الشتاء”.
وتضيف: “لم نحصل على مستلزمات الشتاء حتى الآن، ولا سيما عائلتي بحاجة ماسة إلى مدافئ ووقود بالإضافة للخيم وأغطية وملابس شتوية للأطفال وغيرها من المستلزمات”.
وأشارت “الصالح” إلى أنهم يعيشون في ظروف مادية “صعبة جداً”، “خيمتي باتت تخلو من سجاد وحصائر بالإضافة للمواد الغذائية”.
ومع بداية دخول الشتاء، لم يحصل النازحون داخل المخيم على المستلزمات الشتوية حتى الآن، وسط سوء أوضاعهم المعيشية وعدم قدرتهم على تأمين حاجياتهم، بالتزامن مع نقص في المساعدات الغذائية المقدمة لهم من المنظمات.
باتت مريم الأحمد (40 عاماً) وهي نازحة من دير الزور، تواجه صعوبات كثيرة، لعدم حصولها على مستلزمات الشتاء، ونقص المساعدات الغذائية والمنظفات.
ومنذ العام الفائت لم تحصل “الأحمد” وعندها تسعة أولاد، على خيمة وعوازل وبطانيات وغيرها، “ها نحن ندخل بفصل الشتاء ولم يتم تسليمنا حتى الآن مدافئ أو وقود أو حتى ملابس الأطفال”.
وتضيف “الأحمد”: “الوضع بات سيئاً، حتى المساعدات الغذائية والمنظفات لم نعد نحصل عليها سوى كل شهرين، ولا تفي بالغرض”.
ويطالب النازحون في المخيم بتوزيع بطانيات وخيم وأغطية وملابس شتوية ومدافئ ووقود للتدفئة، في ظل اشتداد البرد وهطول الأمطار.
وتشتكي منى محمد (29 عاماً) وهي نازحة من دير الزور، من الأوضاع المأساوية التي يعانيها النازحون، نتيجة الشتاء القارس الذي حل وعدم توزيع الخيم ووسائل التدفئة.
تقول الـ”محمد”: “نأمل من المنظمات والجهات المعنية أن تلتفت إلى معاناة النازحين، وتأمين حاجياتهم من مستلزمات الشتاء، ولا سيما أن الخيم مهترئة، وتدخل عليها الأمطار أثناء هطولها، ووسائل التدفئة لم نحصل عليها”.
وتضيف: “أطفالنا لم يعودوا يتحملون البرد، والغالبية منهم يعانون من أمراض سوء التغذية لعدم قدرتنا على شراء الأكل والمواد الغذائية”.
وشيد مخيم العريشة عام 2017، ويقطن فيه 2839 عائلة من مناطق سورية مختلفة، من حمص وحلب ودير الزور والحسكة ، بحسب إدارة المخيم.
ولم ينكر بهاء محمد، من إدارة مخيم العريشة، نقص الدعم من المنظمات، بالإضافة لوجود عراقيل أثناء دخول المساعدات حالياً على الطريق الواصل بين الإدارة الذاتية ومناطق حكومة دمشق.
ولكنه يقول إنه “في بداية الشهر المقبل سيتم توزيع المدافئ على العائلات التي لا تمتلك مدافئ بالإضافة لتوزيع الوقود على كافة سكان المخيم”.
ويشير إلى أن مستلزمات الشتاء الأخرى، سيتم توزيعها على النازحين “عندما تتوفر المواد لدى المنظمات المختصة بتوزيع التمويل الشتوي”.