على خط التماس بعفرين.. سكان محرومون من موسم الزيتون وآخرون يخاطرون
ريف حلب الشمالي- نورث برس
فضلت أمينة هذا العام شراء مؤونة عائلتها من الزيتون والزيت متحملة أعباء مادية، على أن تخاطر بسلامة أبناءها بجني موسم أرضها الواقعة على خط التماس.
أمينة حبوش (47 عاماً)، من سكان قرية برج القاص التابعة لناحية شيراوا جنوبي عفرين، تخشى جني إنتاج أشجارها من الزيتون في أرضها بسبب تكرار حالات الاستهداف من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها المتمركزة في قرية براد المجاورة.

تقول السيدة الأربعينية التي فقدت زوجها في قصف تركي استهدف قريتهم أثناء العملية العسكرية ضد عفرين عام 2018، إنها تتخوف أن يواجه أبنائها مصيراً مشابهاً لوالدهم في حال خاطروا بالذهاب إلى الأرض.
ومنذ سيطرة تركيا برفقة الفصائل الموالية لها على عفرين في آذار/ مارس 2018، بات موسم الزيتون محرَّماً على سكان قرى تقع على خط التماس نتيجة القصف التركي المتكرر واستهداف مزارعين في أراضيهم.
تقول “حبوش” التي يصعب عليها ترك تعب عمرها في الأراضي، “مع كل صوت قصف أو أزيز رصاص أسمعه يصيبني الذعر”.
وتضيف: “أراضينا لم تعد تنتج زيتوناً بل رصاصاً تركياً قاتلاً”.
وفي ذات القرية، التقت نورث برس، بسكان آخرين يملكون أراضٍ قريبة من قرية براد حيث تتواجد قاعدة تركية وفصائل موالية لها، أكدوا بدورهم أنهم لم يجنوا محصولهم من الزيتون هذا العام، خوفاً من الاستهداف المباشر.
والحال ذاته في القرى التي لا تخضع للسيطرة التركية، وهي صوغانكة وعقيبة وزيارة والخربة ومياسة وزرناعيت وبرج القاص والذوق الكبير وأبين وكلوته.
وفي قرية الخربة، تدفع الظروف المعيشية الصعبة والحاجة الماسة إلى المحصول، فريدة المحمود (60 عاماً)، للمخاطرة بجني المحصول في أرضها على خط التماس بقرية الزيارة جنوبي عفرين.
وتحاول السيدة الستينية التي تملك 150 شجرة زيتون على خط التماس، الاستعجال في جني الموسم، “فكلما تأخرت بالقطاف تتعرض للسرقة”.

وكان من المفترض أن تنهي “المحمود” القطاف نهاية الشهر الماضي، لكن بسبب القصف التركي المتواصل، أجلت الأمر مرات عديدة.
وتشير إلى أنها ستتمكن من جني 50 شجرة أو أقل، لوقوع غالبية الأشجار في منطقة قريبة جداً من مناطق سيطرة القوات التركية.
تضيف: “الموسم الذي كان يسد جزء كبيراً من حاجيتنا من الزيت والزيتون وتأمين مبالغ مالية جيدة، بات لا يكفي حتى مؤونتنا ولكن بحصة تسند جرة”.
تزيد على كلامها بينما كانت تنهمك بجمع حبات الزيتون، “حبات الزيتون التي أجمعها قد تضعني في مواجهة رصاص القنص وشظايا القذائف”.