بعد تزايد نشاطه.. مخاوف سكان دير الزور من عودة تنظيم “داعش”
دير الزور – نورث برس
تتخوف مريم من عودة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، لمنطقتها في ريف دير الزور الغربي، بعد تزايد نشاط التنظيم في مناطق الإدارة الذاتية منذ بداية العام الجاري.
ما يثير مخاوف مريم العواد (27عاماً) اسم مستعار لامرأة من بلدة محيميدة غربي دير الزور، شرقي سوريا، عودة نشاط التنظيم وخلاياه في بلدتها، تقول إن “داعش” خطر كبير “حيل وميل” خاصة الشباب والنساء.
وفي الثالث من آذار/مارس 2019، أعلنت “قسد” السيطرة على آخر معاقل تنظيم ”داعش” في الباغوز بريف دير الزور، شرقي سوريا، إلا أن نشاطه لا زال مستمراً في المنطقة.
وتزايد نشاط التنظيم في الآونة الأخيرة، وركّز أغلب عملياته، في مناطق الإدارة الذاتية، وينشط بشكل كبير شرقي دير الزور، مستهدفاً عناصر من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
وحرص التنظيم على تبني كافة العمليات التي نفذها ضد “قسد”، وفي الأسبوع الماضي عثر سكان جزرة البوحميد غربي دير الزور، على رأس شاب مفصول عن جسده في بناء قيد الإنشاء.
وفي اليوم التالي، نشرت وكالة “أعماق” الإلكترونية، إحدى معرفات التنظيم، والتي يعتمد عليها بنشر إصداراته، تبني “داعش” لقتل الشاب بعد التحقيق معه، واتهامه بأنه عنصر في “قسد”.
تقول “العواد” لنورث برس: “في حال عودة التنظيم ونشاطه، سيعيدوننا إلى لبس النقاب، ويستخدمون شريعتهم بحجة الإسلام، لإخضاع النساء وقمعهن، ويضيقون علينا”، وتضيف بلهجتها العامية، “إحنا ما صدقنا نخلص منهم، إن شاء الله ما يرجعون، الله لا يجيبهم”.
وعاني سكان مناطق شمال شرقي سوريا من “بطش” التنظيم وممارساته، التي قيدت الحريات وأباحت سفك الدماء متذرعاً بتطبيق “الشريعة الإسلامية”.
وفي ريف دير الزور الشرقي، كثف “داعش” من نشاطه، وفرض “الزكاة” على السكان، والتجار، وهدد “المتعاملين” مع “قسد”، وعناصرها، وفجّر وقتل المخالفين لمطالبه.
اقرأ أيضاََ
- في ذكرى هزيمة “داعش”.. قسد: يجب وضع استراتيجية لمنع عودة التنظيم
- حوالات مالية كبيرة لنساء “داعش” في مخيم الهول شمال شرقي سوريا تعزز مخاطر عودة التنظيم
- إخلاء مخيم الهول من عائلات “داعش”.. الإدارة الذاتية: نحتاج لخطوات عملية
ويتواصل التنظيم مع ضحاياه عبر أرقام أجنبية، للتهديد أو طلب “الزكاة”، وأحرق بئر نفط لمستثمر تجاهل طلبه بدفع “الزكاة”، بينما فجر محلاً للصرافة تمنّع عن الدفع أيضاً.
وأمام الواقع الأمني المتردي، يضطر حميد الخالد (36عاماً) اسم مستعار لأحد سكان بلدة الصعوة غربي دير الزور، للالتزام بمنزله ليلاً خوفاً من نشاط خلايا التنظيم بعد تزايده في الفترة الأخيرة، ويقول إن مخاوف السكان تتزايد وخاصة في فصل الشتاء، حيث الليل الطويل الذي يحرض الخلايا على النشاط.
ويتخوف “حميد” من التجوال ليلاً، بعد الإصدارات التي تنشرها معرفات التنظيم، ويصف الرجل الوضع الأمني بـ “المخيف”، والذي يهدد حياة السكان الآمنين.
ويعمد التنظيم لنشر إصدارات بعملياته، تأكيداً على وجوده وقدرته على تنفيذ العمليات، ثم إن الإصدارات المكثفة للتنظيم تُعيد للأذهان بداياته وأوج قوته في عامي 2014 و2015، حينها كان يتبنى أي عملية في العالم، بحسب مراقبين.
وتقف الأوضاع الأمنية غير المستقرة عقبة أمام عمل المؤسسات والمنظمات الإنسانية، في دير الزور، ويطالب مسؤولون من التحالف الدولي، بضرورة تكثيف الدعم وخاصة في المجال الأمني.
ثم أن نشاط التنظيم في دير الزور واستهدافه لعناصر بـ “قسد”، تزايد بعد حملة “الأمن والإنسانية”، لـ “الأسايش” و”قسد”، في مخيم الهول بالحسكة، والتي أُلقي القبض فيها على 226 شخصاً، بينهم 36 امرأة “مُتشدّدة”؛ يشتبه بانتمائهم إلى خلايا “داعش”.
ونشرت معرفات التنظيم مقطعاً مرئياً، قيل إنه رد على الحملة في الهول، أظهر إعدام 6شبان، قالت معرفات التنظيم إنهم من “قسد”.
وتبنى التنظيم خلال العام الجاري 155 عملية وفق ما أحصت نورث برس، غالبيتها، استهدفت عناصر لـ “قسد”، وموظفين في مؤسسات الإدارة الذاتية.