مخيمات القلعة بسرمدا.. نازحون منسيون بين الصخور

إدلب – جواد العبادة – NPA
بعد حملة القصف الأخيرة والتي تسببت في موجة نزوحٍ شهدها ريفي إدلب وحماة، أُنشأت العديد من المخيمات العشوائية وغير المنتظمة في الشمال السوري على الحدود السورية التركية، منها كانت تحت أشجار الزيتون وأخرى في الجبال وبين الصخور.
"تجمعُ مُخيماتِ القلعة" الواقع شمال مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، هو أحد تلك المخيمات التي أُنشئت حديثاً وبشكلٍ عشوائيٍ، اضطر الأهالي فيه إلى بناء الخيم بين الصخور في الجبال هرباً من القصف والموت ونتيجةً لعدم توفر أماكن مناسبةٍ للسكن.  
شكاوى كثيرة
وفي جولة "نورث برس" في المخيم اشتكي النازحون من سوء الأوضاع المعيشية والخدمية، فبعضهم اشتكى من سوء الطرقات وعدم وجود مدارسٍ للتعليم، وآخرون وهم الأكثرية اشتكوا من عدم تقديم المساعدات الإغاثية، وطالبوا بها بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة وفقدان كل ما يملكون.
دريد عثمان، وهو نازحٌ من كفرعويد بجبل الزاوية تحدّث لـ"نورث برس" عن ظروف خروجهم من بلدتهم قائلاً "خرجنا بملابسنا فقط، وبقينا نبحث لفترة عن مسكنٍ لكن دون جدوى، إلى أن أوينا بين جبال وصخور هذه المنطقة".
وأضاف عثمان أنّ "المعيشة صعبةٌ بدون أية رعايةٍ أو اهتمامٍ من المنظمات بنا، وما يقلقنا أننا مقبلون على فصل الشتاء، كما أنّ الطريق ترابيٌ وحالياً غبارٌ وسيتحول لطينٍ في الشتاء".
ونوّه إلى ضرورة توفر المدارس لأن "الأطفال بدون تعليمٍ وخاصةً أننا بدأنا بعامٍ دراسيٍ جديدٍ".
بلا مُعيل
أما الحاجة حورية أم حسام، أُجبرت هي الأخرى نتيجة القصف الشديد بالصواريخ والطائرات الذي تعرضت له مدينتها كفرنبل أن تخرج مع أولادها من منزلها.
وقالت "خرجنا من القرية غصباً عنا بسبب القصف الصاروخي والطائرات، وأتينا لمخيم القلعة، لكن لا يوجد فيه شيءٌ، ولا حتى إغاثة أو مساعدات"، مضيفة أنّه مضى عليهم ثلاثة أشهر ولم تأتي أية جهة لتقديم المساعدة لهم.
وتتابع بأسىً "السكن صعب هنا ويوجد لدي بناتٌ إضافة لزوجة ابني المتوفي ولا يوجد مُعيلٌ لنا".
مناشدة المنظمات
وفي حديث أحمد المرعي لـ"نورث برس" وهو أحد الإداريين في المخيم، بيَّن أنّ عدد النازحين في المخيم يتجاوز /3,000/ نسمة من ريفي إدلب وحماة.
وشرح عن حاجة المخيم لنقطةٍ طيبةٍ بقوله "وخاصةً نحن على أبواب فصل الشتاء، إذ بدأت الأمراض تنتشر أكثر"،  وأضاف إلى ضرورة تعبيد الطرقات كونه يوجد طرقاتٌ صخريةٌ وأخرى ترابية.
وأشار لعدم وجود أي مركزٍ تعليميٍ للأطفال وضرورة توفره مع بدء عامٍ دراسيٍ جديد، إضافة للمعاناة من نقص السلال الغذائية التي لا تفي حاجة الأعداد الكبيرة في المخيم.