الرقة – نورث برس
يحاول حمادي أن يشرح لطلابه آلية انفجار بركان، يبحث عن طريقة لشرح الدرس لكن لا تسعفه الإمكانيات، فيستعين بطبشورة بحث عنها طويلاً ليجدها.
يرسم المدرس شكل البركان والطبقات الأرضية ويكتب أسمائها وطريقة الانفجار، لكنه يضطر في كل مرة لمسح ما كتبه، بسبب ضيق المساحة الصالحة للكتابة في السبورة “المهشمة”.
حمادي الخلف (40 عاماً)، معلم في مدرسة الكالطة شمالي الرقة، يقول إنه لا وسائل تعليمية مساعدة لشرح الدروس في مدرسته، ما يضعه أمام صعوبة توصيل الفكرة لطلابه.

وتعاني مدارس في ريف الرقة من نقص في الوسائل التعليمية الأساسية على الرغم من ترميم بعضها ووضعها في الخدمة منذ ما يقارب الخمس سنوات.
يعبر المعلم عن خيبة أمله من غياب تطوير العملية التعليمية في مدرسته، “المستوى التعليمي أدنى من الوسط”.
وتفتقر مدرسة الكالطة إلى أساسيات العملية التعليمية، كقلة المقاعد في الغرف الصفية، ما يجعلهم يلجؤون لوضع عدد من الطلبة في مقعد واحد، لتغطية النقص.
ويضيف المعلم: “عدنا إلى زمن الكتابة بالطبشور”، إذا تعاني مدرسته من نقص في الألواح الحديثة المخصصة للكتابة.
كذلك نقص في الكتب المدرسية والوسائل المساعدة لشرح الدروس للطلاب من مجسمات وخرائط، تلك التي يتطلبها التعليم الحديث.
ويقول متهكماً: “في اليابان يعتبرون الضعيف بالعمل على الحاسوب أميّ، طلابنا إذا شاهدوا الكمبيوتر محتمل أن يخافوا منه”.
وعلى ذلك، يرى “الخلف” أن الوضع التعليمي يسير إلى مستوى “غير مقبول”، حيث أن قلة المستلزمات وأساسيات العملية التعليمة ساهمت في تدني مستوى الطلبة.
ويضطر معلمون لبذل جهد أكبر في العملية التعليمية لتزايد أعداد الطلبة وقلة أعداد المدارس المؤهلة بشكل كامل، بالإضافة لوجود مدارس مؤهلة تحتاج لإعادة ترميم بعض أجزاءها وتأمين مستلزمات.
وبحسب لجنة التربية والتعليم في الرقة، فإن هناك ازدحاماً في الصفوف المدرسية يعيق العملية التعليمية ويصل العدد في الصف الواحد إلى 70 طالب/ة.
وتضم المدينة وريفها 58 مدرسة مدمرة بشكل كامل، فيما تحتاج 122 أخرى للترميم بعد أن تعرضت لدمار بأجزاء منها، بحسب اللجنة.
ويبلغ العدد الكلي للمدارس في الرقة 524 مدرسة، افتتحت منها لجنة التربية 367 مدرسة فقط خلال العام الدراسي الحالي.
وتقول زليخة عبدي الرئيسة المشاركة في لجنة التربية والتعليم في الرقة، إن قطاع التربية والتعليم يحتاج إلى الدعم من قبل المنظمات الدولية وكافة الداعمين لقطاع التربية.
ويبدو من حديثها أنهم لا يملكون الإمكانات الكافية لترميم كافة المدارس المتضررة وبناء أخرى جديدة عوضاً عن المدمرة.

وتحتاج مدارس الرقة الكثير من الدعم في الأساسيات، ومنها الكتاب المدرسي حيث تعتمد الرقة على منهاج منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، “وهذا لا يلبي احتياجات الطلبة من الناحية التعليمية”، وفقاً لقولها.
وتشير “عبدي” إلى ضعف عمل المنظمات في الجانب الصحي بالمدارس، في ظل معاناة المنطقة من أمراض وخاصة الجلدية وانتشار القمل.
وعن المعاناة ذاتها، يقول محمد الصالح، وهو مدير مدرسة تل السمن بريف الرقة، إن مدرستهم تعاني من قلة في أساسيات التعليم.
ويضيف، أن القلة تطال حتى معلمي المدرسة، حيث تحوي مدرسته على 16 شعبة صفية، بينما لا يوجد سوى 13 معلماً فيها.
حتى أن المدرسة تعاني من قلة في المرافق المدرسية، ويعيد “الصالح” السبب للإهمال من قبلة المعنيين وقلة الإمكانات.
ويطالبهم بالنظر في أمر مدارس المنطقة ابتداءً من إعادة التأهيل حتى توفير الوسائل والاحتياجات المطلوبة، إلى زيادة عدد المعلمين فيها.