أهالي السويداء يشكون رداءة الخبز.. والمبررات من عدم الخبرة وسوء المواد
السويداء – جبران معروف – NPA
يدخل الخبز كمادةٍ أساسيةٍ في وجبات المائدة السورية، لكنه ومع بداية الأزمة السورية وإلى الآن تراجعت صناعته من حيث الجودة والنوعية ووجود الشوائب فيه، إلى جانب انقطاع الطحين وتوقف الأفران في فتراتٍ متقطعة خلال السنوات الفائتة.
ولم تفد الشكوى المستمرة من قبل المواطنين في تحسين نوعيته، ففي السويداء لم تجد المشكلة طريقها إلى الحلّ، وإن خبت في منطقةٍ أو على مستوى فرنٍ محددٍ، إلّا أنّها تعود للتصاعد من جديد، نتيجة عجز القائمين على الأمر في المحافظة.
الخبز المُحطّب
قال مروان علم الدين، موظف في السويداء، في حديث مع "نورث برس"، "المشكلة أنّ الخبز يرافقنا في جميع وجباتنا، وهو أحد مكونات المائدة الرئيسية، ومع كل وجبةٍ لا بد أن نعبّر عن استيائنا من نوعية الخبز، وخاصة المصنّع في المخابز العامة، كالفرن الآلي في السويداء وعتيل وشهبا وصلخد".
وأضاف "غالباً الربطة لا تبقى أكثر من /12/ ساعة، حتى يصبح رغيف الخبز كالحطبة الهشة فيتكسر ويتفتت، كما تتواجد رائحةٌ غير مقبولة في بعض الأحيان، إضافة إلى سماكة الرغيف، الكفيلة وحدها بتحويله إلى حطبة".
ولفت علم الدين إلى أنّ "أقاربه عندما يأتون من دمشق يجلبون معهم الخبز، وهو يعتبر هديةً مميزةً من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى يقولون لنا إنّ خبزنا لا يؤكل ويتهكمون علينا".
قلة النظافة
أحمد صغير، وهو يعمل في قطاع البناء من السويداء، قال: إنّ "غالبية الأفران لا يُؤكل خبزها، ولدي قناعةٌ أن النظافة شبه معدومة، وهذا واضح من ألبسة كثير من عمال الفرن ونظافتهم الشخصية، ونظافة الفرن ذاته".
والأسوأ ما يُعثرُ عليه في الخبز "فالناس لم تعد تدقّق على الخيوط وفلتر السجائر وقطع الخشب الصغيرة وغيرها من المواد الصلبة، بقدر ما تخشى من وجود حشرات أو غيرها".
وأضاف "كلما سمعت بأنّ هناك فرن جيد بين السيئين أذهب لجلب الخبز منه، ولو تطلب الأمر مني قطع كيلومترات على دراجتي النارية، لكي أجلب معي خبزاً لمدة اسبوعٍ، لكن سرعان ما يتراجع مستوى إنتاجه".
طمع الربح السريع
وأوضح صغير أنّ سبب تراجع مستوى الرغيف هو "غالباً يكون خسارة الفرن للشخص الخبير فيه، ومنها الرغبة في الربح الزائد، فخبز سيء يذهب كعلفٍ هو أربح من الخبز الجيد ليأكله الإنسان".
وبيَّن أنّه كأحد أصحاب الدخل المحدود، لا يستطيع أن يشتري ربطة الخبز السياحي بـ/300/ ليرة، بها /6/ أرغفة متوسطة الحجم، أو ربطة خبز عربي في /4/ أرغفة بـ/350/ ليرة، أو كيلو سمون بـ/350/ ليرة"، متسائلاً "ألّا يحق لنا أن نأكل خبزاً جيداً إن كنا فقراء؟".
السبب مادي
بدورها، تحدّثت مصادرٌ مطلعة على واقع الأفران في السويداء، لـ"نورث برس"، عن واقع الخبز في المحافظة قائلةً "بشكلٍ عام غالبية الخبز المُنتج في المحافظة هو من النوعية دون الوسط".
وتعود نوعية الخبر لأسبابٍ متعددةٍ، أهمها "قلة اليد العاملة الخبيرة، وعدم وجود حافزٍ لدى العمال بتحسين وتطوير عملهم، وأعتقد بسبب عدم وجود دافع مالي، فالوضع المادي للعاملين في الأفران سيءٌ للغاية".
وأضاف "كما يوجد مشكلةٌ في نوعية الطحين المستخدمة، فنسبة النخالة به عالية، ما يجعل الرغيف سميك وقابل لليباس بسرعة، إضافة إلى نوعية الخميرة في بعض الأحيان، وغالباً تكون هي مسؤولة عن رائحة الخبز السيئة".
سوء التجفيف
ولفت إلى أنّ عدم تجفيف الخبز بشكلٍ جيدٍ بسبب قصر سكك التبريد، ووضعه بأكياس النايلون وهو ساخن، وتكديس ربطات الخبز فوق بعضها البعض، ولوقت طويل قبل بيعها للمواطن، تتسبب في سوء مستوى الرغيف.
وتوقعت ذات المصادر أن "يتحسن الخبز في المراحل المقبلة حيث بدأت مطحنة أم الزيتون بتوريد الطحين للأفران، وهو أفضل من الطحين الذي كان يصل من دمشق سابقاً، وتم اعتماد نظام الحوافز للعمال مما زاد من اندفاعهم للعمل".
لكن سيبقى لون الرغيف يميل للون الأسمر لأن الطحين يخبز بالنخالة التي تأتي به، من باب أنها قيمة غذائية زائدة للرغيف.