20 ألف نسمة بريف دير الزور بلا مياه

دير الزور – نورث برس

تقنن فريدة في استخدام المياه لقضاء حوائجها المنزلية، لتوفير بعض الليترات منها ليوم أو يومين إضافيين، حتى لا تضطر لتحمل تكاليف إضافية لتأمينها من الصهاريج.

فريدة أحمد (45 عاماً)،  كما باقي سكان قريتها الزغير جزيرة غربي دير الزور شمالي سوريا، تعاني من انقطاع المياه منذ نحو شهرين نتيجة توقف محطة ضخ المياه عن العمل بشكل كامل.

ويشتري سكان القرية الذين يبلغ عددهم نحو 20 ألف نسمة، المياه من سيارات نقل صغيرة تحمل خزانات، يتم تعبئتها من مناهل منصوبة على نهر الفرات، بسعر ألف ليرة لكل برميل.

ورغم التحذيرات من الاستخدام المباشر لمياه الفرات الملوثة، إلا أن سكان القرية لا يجدون خياراً آخر.

ويتزامن استخدم سكان الزغير جزيرة لمياه الفرات، مع تسجيل حالات لمرض الكوليرا، في مناطق على ضفاف النهر، سببها شرب مياه ملوّثة.

وبحسب خضر الشمالي، مدير محطة مياه الزغير، فإن المحركات القديمة والتالفة للمحطة ونقص المستلزمات أدى إلى توقفها عن العمل.

ويشير إلى أنهم باشروا بصيانتها منذ حوالي الشهر، من تنظيف وإزالة المعدات التالفة وتركيب معدات جديدة بدعم من “اليونيسف” عن طريق لجنة الخدمات والبلديات التابعة لمجلس دير الزور المدني.

ولم تنتهِ أعمال الصيانة كلياً، بسبب تأخر وصول المعدات المطلوبة، حيث تُستورد بعضها من خارج مناطق الإدارة الذاتية، بحسب “الشمالي”.

ويشير مدير محطة مياه الزغير، إلى أن صعوبة الإجراءات على المعابر الحدودية ساهمت بشكل كبير في تأخر وصول المعدات، فبعضها “عالقة”، بمعبر سيمالكا منذ أكثر من 15 يوماً.

واضطر القائمون على المحطة إلى استبدال غالبية المعدات فيها، بسبب التلف و”الهريان”، وخروجها عن الخدمة.

ومطلع الشهر الجاري، كشف أشرف العليان، مدير مؤسسة المياه في هيئة الخدمات والبلديات؛ التابعة لمجلس دير الزور المدني، عن أنهم عاجزون عن تأمين تكاليف إصلاح محطات مياه الشرب.

وقال لنورث برس حينها، إن المؤسسة تعاني من قلّة الإمكانيات المادية، مما يعيق فاعليتها في العمل، في ظلّ نقص الجباية وارتفاع تكاليف الإصلاح، ما سبّب تراكماً في الأعطال، وبالتالي عجز المؤسسة عن دفع التكاليف بالعملة الأجنبية.

ويقلق خالد العلي (47 عاماً)، أن تتأخر عملية صيانة المحطة، وخاصة أن تكاليف شراء المياه باتت تشكل عبئاً إضافياً عليه.

يقول الرجل الأربعيني، إنه كل عدة أيام يشتري بـ 20 ألف ليرة سورية المياه، “وهو مبلغ ليس بالقليل في ظل تدهور الوضع المعيشي والغلاء السائد في المنطقة”.

إعداد: علي الصالح – تحرير: زانا العلي