في خيم مهترئة يستعد نازحون في مخيم بمنبج لمواجهة الشتاء
منبج – نورث برس
يرقع حسين الأجزاء المهترئة من خيمته التي تمزقت بعد تعرضها للظروف المناخية طيلة سنوات نصبها، قبل حلول الشتاء.
وفي مخيم منبج الشرقي الجديد، يخشى حسين الشحور (53 عاماً)، و630 عائلة أخرى، غالبيتهم من مناطق دير حافر ومسكنة شرقي حلب، الواقعة ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية، حلول الشتاء في ظل نقص التجهيزات وقلتها.
وفي منبج مخيم آخر، تسكن فيه 430 عائلة، ويبلغ عدد قاطنيه 2176 شخصاً، يُسمى بمخيم منبج الشرقي القديم، ويقع كلا المخيمين في منطقة الرسم الأخضر.
يقول “الشحور”، إنهم يعانون من اهتراء الخيام وقلة عوازل الأمطار فيها، الأمر الذي سيؤدي لدخول المياه إليها في الشتاء.
ومع مرور سنوات، باتت غالبية الخيام قديمة ومهترئة، ما يتسبب بتسرب الأمطار إليها وتشكل الطين.
ويتخوف “الشحور” الذي يسكن في المخيم منذ أربع سنوات من تكرار معاناة الشتاء الماضي، حيث تسربت المياه إلى خيمته أكثر من مرة مع هطول الأمطار وتساقط الثلوج، “كان وضعاً مأساوياً”.

ولم يستلم النازح كما أقرانه في المخيم، مدافئ وبطانيات وعوازل للخيم، فيما حصلت كل عائلة على 50 دولار من إحدى المنظمات لشراء المحروقات.
ذلك المبلغ سيمكن العائلات من شراء نصف برميل من المازوت فقط (110 ليتر)، حيث يتراوح سعر البرميل الواحد (220 ليتر) هذا العام ما بين 350-400 ألف ليرة سورية.
ويقول نازحون إنهم يحتاجون لاستهلاك ما لا يقل عن ثلاثة براميل من المازوت في الشتاء وخاصة أن الخيم لا تقيمهم من برودة الطقس والرياح كما المنازل.
وتُضاف تكاليف شراء العوازل للخيام لمعاناة النازحين، حيث يبلغ سعر العازل الواحد 150 ألفاً، وتحتاج الخيمة لثلاثة منها.
وتأتي معاناة النازحين في ظل انسحاب المنظمات الإنسانية العاملة في مخيمات منبج، وتجاهل الجهات المعنية لمعاناتهم وشكاويهم.
ومع قرب حلول الشتاء، لم يكشف ياسر المسطو، إداري في مخيم منبج الشرقي الجديد، فيما إذا سيوزعون المازوت والمدافئ والأغطية وغيرها من المستلزمات الشتوية على النازحين أم لا.
واكتفى الإداري بالقول إنهم تواصلوا مع منظمات إنسانية لدعم المخيم بالمستلزمات الشتوية، دون ذكر نتائج لذلك التواصل.
وأمام هذا الحال، يتوقع حسين الديري (46 عاماً)، نازح من دير حافر في مخيم منبج الشرقي الجديد، أنهم سيواجهون شتاءً صعباً هذا العام.
ويتخوّف الرجل على أطفاله من الأمطار والبرد في الشتاء، ويقول “نتيجة اهتراء الخيام ستملئ الأمطار أرضية الخيام”.
ويضيف “الديري” أنه رغم كثرة الطلبات والشكاوى التي قدموها إلا أنهم لم يتلقوا أي استجابة، “لا حياة لمن تنادي”.