اللغة التركية في مناطق سيطرة المعارضة.. كوادر تدريس ضئيلة وعجز عن فهمها

ريف حلب ـ نورث برس

يتساءل محسن الجميل، (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لأستاذ لغة عربية ضمن كادر تربية أعزاز، بريف حلب، عن الفائدة من تعلم اللغة التركية وجعلها كمادة أساسية في منهاج التدريس في مناطق سيطرة تركيا، وفصائل معارضة موالية لها.

وعدّد “الجميل”، سلبيات فرض تعليم اللغة التركية على المدارس في المنطقة، وقال؛ لنورث برس: “هي لغة غير عالمية، وساعات تدريسها تخفِّف من ساعات اللغة الإنكليزية العالمية الأولى، كذلك تخفِّف من نصاب اللغة العربية”.

بالإضافة، لعدم توفر الكوادر المؤهَّلة لتدريس المادة، “وهو ما يعتبر عائقاً أمام فهم الطلاب لها، إذ تلجأ مديريات التربية لتعيين معلمين للغة التركية ليسوا أكفّاء، مما يؤثر على مخرجات التعليم ككل”، بحسب المدرس.

وعمدت تركيا، منذ بسط نفوذها على منطقة شمال وشرق حلب؛ التابعة للمعارضة السورية الموالية لها؛ إلى السيطرة على جميع الأمور الخدمية والتعليمية والطبية، ضمن خطتها الرامية إلى إخضاع تلك المناطق لسيطرتها بحجة حماية حدودها الجنوبية.

وكان إلزام المدارس باللغة التركية، إحدى تلك الأدوات التي تضمن تركيا من خلالها تتريك المنطقة وإخضاعها لها.

وكانت اللغة التركية، مادة ملزمة مرسِّبة في المناهج التي تدرِّسها المدارس التابعة لها في مناطق سيطرة المعارضة السورية.

اقرأ أيضاً:

وبدأت تركيا، في العام الدراسي 2017_ 2018، بإدخال اللغة التركية ضمن المنهاج الدراسي لصفوف التعليم الأساسي والثانوي، كخطوة في عملية التغيير الديموغرافي، وسياسة التتريك التي تسعى إليها في المنطقة.

ورأى مأمون منصور، وهو اسم مستعار لمُدرِّس يعمل ضمن إدارة إحدى مدارس أعزاز، أن تفعيل وإجبار المؤسسة التعليمية على إضافة منهاج جديد يوازي ويواسي اللغة الانجليزية، واللغة العربية؛ لغة التعليم الأساسية، فضلاً عن كونها اللغة الأم للشعب السوري “أمر غير سليم”.

وأرجع السبب في ذلك، إلى أنه “يُحمِّل الطالب مجهوداً أكبر، ويُشتّت تفكيره بكثرة اللغات المُجبر على تعلُّمها”.

وعلى اعتبار أن تعلُّم اللغة التركية أمرٌ واقع في الوقت الحالي، دعا “منصور”؛ إلى اعتماد معلِّمين أتراك لذلك، ويقول: “أفضل بكثير من اعتماد معلِّمين غير قادرين على إنجاح أنفسهم في فهم اللغة ونطقها بشكل سليم، ليعلِّموها بشكل مغلوط للطلاب بنفس الخطأ؛ فيزداد الأمر تعقيداً”.

واعتبرت بشرى الصالح، (30 عاماً)، وهو اسم مستعار لمعلمة لغة تركية في مدرسة تابعة لمديرية التربية في أعزاز، أن “رغبة تعلُّم اللغة التركية لدى الطلاب بات أمراً مفروضاً لا بد منه لمتابعة تحصيلهم العلمي”.

ولكن للغة التركية “أثر سلبي” على الطلاب، بحسب المدرِّسة، لأنها باتت مادة مرسِّبة حالها حال اللغة العربية، مع أنها لغة ثالثة غير العربية الأم والإنجليزية الأقوى في العالم.

وباعتبار ما سبق، من أن اللغة التركية صارت إلزامية في المنطقة حالياً، أعربت “الصالح”، عن اعتقادها بأنه “من بابٍ أولى؛ جعلها لغة ثقافة يتم اختيار تعلّمها من قِبل الطلاب أنفسهم لا إجبارهم عليها”.

إعداد: فاروق حمو ـ تحرير: قيس العبدالله