العراق يتجاوز أخطر السيناريوهات ومقبل على حل أزمته السياسية

أربيل- نورث برس

نجا العراق مرحلياً من الوقوع في هاوية حرب أهلية، إذ عاد الهدوء إلى ساحات الاعتصام في العاصمة بغداد التي تحولت على مدار ليلة بأكملها إلى ساحة اشتباكات بين مؤيدين للتيار الصدري من ضمنهم مسلحين وبين فصائل عسكرية أخرى، لتدخل البلاد بعدها أمام ثلاثة سيناريوهات، وفقاً لمحلل عراقي.

لكن لا يمكن ضمان استمرار الهدوء على الأقل على الصعيد السياسي، باعتبار أن الأزمة على تشكيل الحكومة لازالت قائمة وهي كانت أصل الخلاف بين الفريقين الشيعيين (التيّار الصدري والإطار التنسيقي) بعد الانتخابات المبكرة التي مضى على إجراءها قرابة 11 شهراً.

وبلغ الصراع ذروته حين تحول إلى أحداث عنيفة في ساعات مساء أول أمس الاثنين، أسفرت عن سقوط ما لا يقلّ عن 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، جرّاء وقوع اشتباكات مسلحة في داخل ومحيط المنطقة الخضراء.

وكانت المنطقة التي شهدت الاشتباكات هي نفسها أماكن اتخذها أنصار الصدر مواقعاً لاحتجاجاتهم التي كانت تتطور بين يوم وآخر إلى عمليات اقتحام داخل مؤسسات الدولة.

ومع تطور الاشتباكات التي جرت في ظل الدعوات المحلية والدولية للتهدئة والحوار، خرج الصدر منتصف يوم أمس بخطاب يدعو أنصاره للانسحاب من الشارع، معتذراً من الشعب العراقي وشاكراً القوات الأمنية.

كما انتقد الصدر تياره بشدة على الوقوع في مطب الصراع المسلح.

وبعدها خطاب الصدر بدقائق قليلة، قررت القوات الأمنية رفع حظر التجوال في بغداد، والمحافظات، بعد يوم من الحظر الكامل الذي كان قد أُعلن أول أمس، على خلفية الأحداث.

وانسحب أنصار التيّار الصدري، من محيط البرلمان والمنطقة الخضراء، وسط العاصمة العراقية، بغداد، بعد تلقِّيهم أوامر من زعيمهم، مُقتدى الصدر، بالانسحاب خلال 60 دقيقة، في خطاب نال إشادة جهات عراقية وأممية.

ويقول الباحث السياسي العراقي الدكتور إحسان الشمري، إنه بعد توقف التصعيد العسكري، لا بد أن يتحقق أحد السيناريوهات التي من شأنها إبعاد البلد عن الصراع والعنف.

وأوضح “الشمري” في حديث لنورث برس، أن أحد أهم السيناريوهات التي توضع بعين الاعتبار هو أن تبت المحكمة العراقية بقرار حل البرلمان الحالي وبالتالي التوجه إلى انتخابات جديدة.

ولكن لربما أيضاً تنجح دعوات الحوار عبر مساعي متعددة المصادر لجمع قادة الإطار التنسيقي والتيار الصدري على طاولةٍ لإيجاد حلٍ سياسي، كالدعوة التي طرحها رئيس الجمهورية برهم صالح، بحسب “الشمري”.

وكان الرئيس صالح دعا في كلمة له أعقاب الأحداث أمس، قادة الإطار التنسيقي إلى التواصل مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتهدئة النفوس، والخروج في هذا الحوار الوطني بحل سياسي حاسم يتناول قضية الانتخابات الجديدة المُبكرة وتشكيلة الحكومة وإدارة الفترة المقبلة.

وفي كلمة رديفة ألقاها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس، وجه بتشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤولين عن وقوع أحداث العنف ومواصلة اجراءات حصر السلاح بيد الدولة، معلناً عزمه على اخلاء منصبه في الوقت المناسب، حسب المادة 81 من الدستور في حال استمرت الفوضى.

وفي سيناريو ثالث ما بعد الهدوء، يشير “الشمري” إلى احتمالية عودة الإطار التنسيقي إلى البرلمان والبدء بتسمية مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة.

 لكن الباحث العراقي حذر في الوقت نفسه من أن تتعارض مساعي الإطار الجديدة مع توجهات التيار الصدري، التي قد تكون سبباً في عودة الصراع من جديد.

وكان زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر أعلن، الاثنين الفائت، اعتزال السياسة بعد أسبوع من انسحاب أنصاره من أمام مبنى المحكمة الاتحادية وقبل وقت قليل من اقتحام أنصاره القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء.

ويعتقد “الشمري” أن المرحلة المقبلة في العراق غالباً ما ستشهد تفادياً لكسر الإرادات وليّ الأذرع، كي لا يظهر بالنتيجة، طرف  خاسر وآخر رابح.

إعداد وتحرير: هوزان زبير