سياسيون: النظام التركي تاجر بالمعارضة السورية وشريك للنظام السوري لمحاربة الإدارة الذاتية

الحسكة – نورث برس

رأى سياسيون مشاركون في منتدى حواري حول التهديدات التركية الأخيرة لمناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، السبت، أن الحكومة التركية تمارس سياساتها وفق لمصالحها، وما التصريحات التركية الأخيرة حول إمكانية التقارب بين دمشق وأنقرة خطوة في هذا المسار.

على هامش المنتدى، قالت أمينة عمر الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية إن “تبدل الموقف التركي مؤخراً وتصريحات المسؤولين الأتراك حول ضرورة فتح أفق للحوار مع حكومة دمشق ليس بالمفاجئ أو بالمصادفة”.

وأضافت “عمر” لنورث برس، أن “الدولة التركية تسيّر سياساتها بحسب مصالحها وأجنداتها، وكانت علاقتها جيدة مع النظام السوري قبل العام 2011، ولكن تغير الموقف التركي بعد ذلك التاريخ مباشرةً.. وانقلب على النظام السوري ليظهر أنه مع الشعب السوري وتطلعاته وقيامه بدعم الإسلام السياسي في سوريا”.

وأشارت “عمر”، أن تغير الموقف التركي مرتبط بمشروع الإدارة الذاتية والذي يقوده الكرد في المنطقة، وستعمل تركيا جاهدة لمنع قيام أي كيان ديمقراطي في المنطقة وهي الآن يسعى جاهداً للتقارب مع النظام السوري.

وعن جهود التقارب قالت عمر: هذا التقارب “لا يخدم الشعب السوري الذي قاد ثورة من أجل الحرية والكرامة.. هي فقط خطوة لكسب الدعم في الداخل التركي والفوز بالانتخابات”.

وتعليقاً على مظاهرات خرج في مناطق سيطرة تركيا والمعارضة رافضة للمصالحة قال عمر: “كان هناك ردود أفعال للسوريين.. لكن المعارضة التي هي مرهونة للجانب التركي تتحضر لتشكيل وفد من أجل التفاوض مع النظام السوري، لذا يجب التفريق بين المعارضة المرهونة للجانب التركي وبين السوريين الذين يرفضون هذا التقارب”.

ورأى خالد إبراهيم عضو الهيئة الإدارية لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا أن تركيا معارضة على الدوام لأي مشروع يكون رسماً واضحاً لمستقبل سوريا لذا تقوم بإجراء مقايضات جديدة وبشكل آخر على حساب مستقبل الشعب السوري.

وأضاف “تحاول تركيا بشتى الوسائل نسف ما تم بناؤه من مكتسبات في مناطق شمال وشرق سوريا والتي تعتبر نموذجاً لحل المسألة السورية بشكل متكامل وشامل”.

بدورها أشارت السياسية نورشان حسين إلى خطورة التقارب بين أنقرة ودمشق، بالقول: “المعارضة السورية هي أكثر من تعرضت للمقايضة على يد النظام التركي وحزب العدالة والتنمية خلال الأزمة السورية”.

وأضافت: “مصير المعارضة خطير جداً بعدما خرجت من يد السوريين وأصبحت أداة بيد الدولة التركية.. والحراك الشعبي والمظاهرات التي خرجت في مناطق الاحتلال تدل على أن الشعب الذي تمت التجارة به أصبح يعرف ماذا يحدث خلف الكواليس”

ودعت “حسين” إلى توحيد الكلمة والمكونات السورية ودعم الإدارة الذاتية والتكاتف حول المشروع الذي يطرح حل الأزمة السورية بعد أن “توضحت الأمور وانفتاح تركيا على النظام السوري”.

ولفتت إلى الاتفاقيات الخفية التي تجري بين الدول الفاعلة في الأزمة السورية “يستهدف بشكل خاص الكرد ومناطق شمال وشرق سوريا، النظامين السوري والتركي متفقان على هذه النقطة وضرب أي مشروع من شأنه حل الأزمة السورية”.

ورأى علي رحمون عضو الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية، أنه وبالنظر للمواقف التركية الأخيرة، أثبتت زيف الادعاءات التركية كدول تناصر السوريين.

وتوقع “رحمون” أن المعارضة السورية الحقيقية والشخصيات والقوى السورية “ستتوجه باتجاه مجلس سوريا الديمقراطية وهناك الكثير من الأصوات التي تطالب بالحوار والتفاوض مع قسد بدلاً من التفاوض مع النظام كونها تمثل بارقة الأمل الوحيدة المتبقية للسوريين”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: عدنان حمو