“جريمةُ أن تكون سورياً”.. معاناة يعيشها السوريين على حدود تركيا وداخلها

القامشلي – نورث برس

لا يتخلص اللاجئون السوريون من القيود التركية سواء أكانوا داخل سوريا أو في تركيا، إذ يتعرضون للقتل والاعتقال والتعذيب والابتزاز والتمييز العنصري، تحت إطار “أن تكون سورياً جريمة”. 

على الحدود

في الرّابع عشر من آب/ أغسطس الجاري، أطلق حرس الحدود التركي النار على سليمان السياد (27 عاماً) الأمر الذي أدى لفقدانه حياته وإصابة شاب آخر كان برفقته.

وفي التفاصيل “حاول “السياد” وهو أب لثلاثة أطفال، الخروج من الأراضي السورية بطريقة غير شرعية عبر تسلق الجدار التركي بالقرب من قرية العدوانية التابعة لسري كانيه، برفقة 15 شخصاً آخر.

وقبل عبور الجدار استهدفهم رصاص الجندرمة التركية على الحدود، ليصاب “السياد” بثلاث رصاصات في صدره، فأقدم أحد الأشخاص على سحبه وإبعاده عن الجدار الحدودي.

لكنه فارق الحياة قبل وصوله للمستشفى، وفق ما قاله أفراد العائلة لمنظمة “تأزر” التي وثقت الموضوع عبر تقرير لها.

ودفن “السياد” في قرية القليعة غربي رأس العين.

وفي الثالث والعشرين من تموز/ يوليو المنصرم، تعرض ثلاثة شبان، من قرية بريف عامودا، شمال شرقي سوريا، لضرب مبرح من الجندرمة التركية، أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية – التركية.

هذا وارتفعت أعداد السوريين الذين قتلوا برصاص قوات حرس الحدود التركية (الجندرمة) منذ بداية الحرب في سوريا، إلى 525 شخصاً، حسب ما ذكر مركز توثيق الانتهاكات في شمالي سوريا.

وبلغ عدد الجرحى والمصابين ممن تعرضوا لإطلاق نار أو الاعتداء بالضرب من قبل الجنود الأتراك أثناء محاولتهم عبور الحدود، إلى 1337 شخصاً، والنسب في ازدياد.

هذا وتشهد منطقة سري كانيه كغيرها من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، عمليات تهريب للبشر، عبر قطاعات تخضع لسيطرة فصائل معينة، إذ يأخذ عناصرها آلاف الدولارات لإدخال اللاجئين السوريين إلى تركيا، وفق معلومات سابقة حصلت عليها نورث برس.

داخل تركيا

تتصاعد جرائم القتل والعنف بحق اللاجئين السوريين داخل تركيا، وفق ما ترصده وكالات إعلامية، دون الإشارة لتعرض المجرمين للمسائلة القانونية.

وكان آخرها في الثالث عشر من تموز/ يوليو من العام الجاري، إذ فقد الشاب سلطان جبنة، الذي ينحدر من مدينة حمص السورية، حياته إثر طعنة تعرض لها خلال شجار مع شبان أتراك أمام محله في منطقة تقسيم بمدينة إسطنبول التركية.  

وفي وقت سابق، أحدث مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، غضباً كبيراً لدى السوريين، إذ كان محتواه ركل شاب تركي للاجئة سورية تدعى سلمى محمد ( 70 عاماً)، الأمر الذي اعتبره العديد منهم “عنصرية واضحة”.

ولا يغيب عن الذكر حادثة تكسير شبان أتراك لمحال لاجئين سوريين في مطلع عام 2020، بمدينتي أنقرة وإسطنبول، جراء مقتل عدد من الجنود الأتراك في سوريا.

وفي 2021، تعرضت محال السوريين في تركيا بمنطقة أضنه للتكسير، كما هوجمت منازل عدد من اللاجئين، بعد الادعاء أن “سورياً طعن تركياً إثر مشاجرة”.

وتستضيف تركيا حوالي 63,4 بالمئة من نسبة اللاجئين السوريين التي تشكل ما يقارب ثلث اللاجئين في العالم، أي 3570352 شخصاً، في إحصائية يتم تحديثها بشكل دوري من قبل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويعاني اللاجئون السوريون داخل تركيا من ضغوط للعودة إلى سوريا، في إطار مشروع تركيا “للعودة الآمنة” إلى مستوطنات تبنيها، إذ نشرت في وقت سابق وكالة “رويترز” عن جعل سوري في تركيا يوقّع على وثيقة العودة دون علمه بمحتواها.

اعتقال وابتزاز

خلال شهر تموز/ يوليو الفائت، وثقت منظمة “تآزر”، اعتقال 10 أشخاص بينهم امرأة من قبل “فصائل الجيش الوطني السوري” في سري كانيه، أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية.

وذكرت المنظمة أن عائلات أولئك المعتقلين تعرضوا لابتزاز مادي مقابل الإفراج عن أبنائهم، وطُلب منهم مبالغ وصلت إلى 2500 دولار أميركي، إضافة لأن المعتقلين الذين أفرج عنهم ظهرت على أجسادهم آثار التعذيب وسوء المعاملة داخل المعتقل.

ولا يوجد إحصائيات دقيقة لأعداد المعتقلين في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا، وذلك نظراً لتقييد عمل الإعلام والمنظمات المعنية.

إعداد وتحرير: رهف يوسف