سكان دمشق وحلب يدعون الحكومة للوقوف بوجه “أطماع” تركيا
دمشق/ حلب- نورث برس
يبدي الرجل الخمسيني محمد السكاف، من سكان منطقة المزرعة بدمشق، قلقهُ حول التصعيد العسكري التركي الأخير على المناطق الآهلة بالسكان ونقاطاً عسكرية للجيش السوري في شمال شرقي سوريا.
ويدعو الرجل الحكومة السورية للوقوف بوجه “أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا، إذ أن تركيا تسعى للسيطرة على الأراضي السورية لإعادة أمجاد العثمانيين”.
وعلى ضوء ما شهدته مناطق شمال شرقي سوريا، منذ عدة أيام، من قصف عنيف من قبل القوات التركية، يدعو سكان في دمشق وحلب، الحكومة لضرورة اتخاذ خطوات لردع تركيا وإيقاف هجماتها على الأراضي السورية.
والثلاثاء، شهدت مناطق في شمال شرقي سوريا وخاصة مدينة كوباني وريفها وريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة، قصفاً عنيفاً.

وأدى القصف الذي طال كوباني لفقدان طفل حياته وإصابة أربعة مدنيين آخرين، أحدهم بترت يده.
كما أسفر القصف الذي طال نقاطاً عسكرية للجيش السوري في قرية جارقلي غربي مدينة كوباني، الثلاثاء، عن فقدان ثلاثة عناصر حياتهم وإصابة ستة آخرين وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” التابعة للحكومة السورية عن مصدر عسكري.
وأفادت مصادر مطلعة، الثلاثاء، نورث برس، أن الجيش السوري أجلى جثتين و6 جرحى من نقطة عسكرية في قرية جارقلي غربي كوباني، مشيرة إلى أن نحو 22 عسكريا قضوا في القصف.
ولم يتسنَّ لنورث برس التأكد من العدد الحقيقي لضحايا وإصابات الجيش السوري من مصادر أخرى.
ويشدد “السكاف” على عدم تكرار تجربة عفرين في مناطق سورية أخرى، مضيفاً أن “أردوغان هو الوجه الثاني لداعش وأي تنظيم إرهابي، يريد احتلال أرضنا ونهب خيراتنا وبث فكره الإسلامي المتطرف”.
من جانبها، تعبر موظفة حكومية من سكان منطقة الشيخ سعد بدمشق عن استيائها من التصعيد التركي.
وتقول، إن “العدو التركي لا يكفيه سلب الكثير من الأراضي السورية كلواء اسكندرون وغيرها من المناطق الحدودية والتي جعلها مدناً تركية بهدف التوسع، بل يريد سلب مناطق أخرى”.
وتضيف: “تركيا تريد القضاء على سكان المنطقة من عرب وكرد وجعلها مناطق نفوذ تركية”.
وتزيد على ذلك: “صدق من قال عدو جدك ما بودك”، في إشارة إلى أن العداوة التي يكنها أشخاص لجدك سيتوارث أبناؤه وأحفاده حتى تصل إليك.
وتزامن القصف على كوباني، أمس الثلاثاء، بقصف مماثل على ريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة، أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين.
ويرى محمد العلي(43 عاماً) وهو موظف حكومي من سكان منطقة جديدة عرطوز، أن على الجيش السوري التحرك بأسرع ما يمكن دون الاكتراث للمحادثات السياسية لحماية السكان في شمال شرقي سوريا.
ويصف عبد الرحمن سريو (50 عاماً) وهو من سكان حي السليمانية بحلب، التصعيد العسكري التركي بـ”اعتداء وجريمة حرب ضد الإنسانية”.
ويعبر محمد أورفه لي (35 عاماً)، من سكان حي جمعية الزهراء بحلب عن مخاوفه من سماح المجتمع الدولي ودمشق “للاحتلال التركي بدخول شرقي سوريا، إذ أن ذلك يعني أن الطريق سيكون سالكاً لدخول مدينة حلب”.
ويشير الرجل الثلاثيني إلى أن “الاحتلال التركي يسعى لدخول الشرق السوري لتحقيق مكاسب في الخيرات الموجودة هناك وهذا ما يجعل تركيا تتحرك بحجة محاربة قسد”.
ويتساءل: “أين كانت مصالح تركيا وتهديدات الإرهابيين كما تزعم بقولها، أين كانت بين عام 2012 و 2018 من الحرب السورية ولماذا لما تكن تطبل لهذا الاتجاه، الأمر واضح لفشلها في دخول حلب وحكمها كاملة”.
ويصف الشاب الثلاثيني هجوم تركيا على الأراضي السورية “بالإجرام بحق أطفال سوريا. وعلى الدول الضغط على تركيا لتتوقف عن حماقاتها التي لا تحمل في كل أعمالها إلا الدمار”.