أعزاز ـ نورث برس
أعيد رسم العلم التركي، على دوار الكفين في مدينة أعزاز بريف مدينة حلب، وذلك بعد يوم واحد فقط من إزالته.
وفي الرابع عشر من هذا الشهر، أزال محتجون العلم التركي من على معصمي الكفين في الدوار المعروف بأعزاز، خلال احتجاجات واسعة شهدتها مناطق سيطرة تركيا في الشمال السوري.

المجلس المحلي في المدينة، والذي يخضع لوالٍ تركي، أمر في اليوم التالي بإعادة رسم العلم التركي على الدوار.
ويدير ولاة أتراك، بطاقم تركي المجالس المحلية في المناطق التي تسيطر عليها تركيا وفصائل موالية لها في شمالي سوريا.
احتجاجات
وليل الخميس الماضي، خرجت احتجاجات في مدينة أعزاز، للتنديد بتصريحات وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو دعا فيها إلى مصالحة بين المعارضة وحكومة دمشق.
وكشف مولود جاويش أوغلو في تصريحات الخميس، أنه أجرى محادثات قصيرة مع نظيره السوري فيصل المقداد، دعا فيها الأخير إلى ضرورة تحقيق المصالحة بين حكومة دمشق والمعارضة، لتحقيق السلام الدائم، على حد تعبيره.
وخلال الاحتجاجات أقدم محتجون على إزالة الأعلام التركية في الساحات والشوارع وحرق بعضها.
تهديدات
والجمعة، توعد الجيش الوطني السوري، المحتجين بالمحاسبة القضائية، في حال الاعتداء على علم الدولة التركية.
وأصدرت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري، تنويهاً حذرت فيه من الاعتداء على العلم التركي.
وشبهت رمزية العلم التركي بعلم الثورة السورية، واصفةً المسيئين بـ”الجهلة”.
وتوعدت المحتجين بالمحاسبة القضائية في حال تم التجاوز على العمل التركي.
كما هدد وزير خارجية تركيا، بخصوص حادثة حرق العلَم التركي في مدينة أعزاز، بالقول: “نحن نعلم مَن فعل هذا الاستفزاز، وسنكسر الأيدي التي تطول علَمنا”.
وتخضع مدينة أعزاز وريفها لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا منذ تموز/يوليو 2012.
ومنذ التدخل التركي في سوريا، تعمل تركيا على اتباع نهج التغيير الديمغرافي, وإضفاء الطابع التركي والصبغة التركية على المنطقة.
وظهر ذلك من خلال رفع أعلامها على كافة المؤسسات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتتريك قطاعي التعليم والثقافة في المنطقة لتحقيق أهدافها في ترسيخ نفوذها وفرض لغتها وقراءتها لمراحل تاريخية أبرزها العهد العثماني.
اقرأ أيضاً:
- على غرار إيران.. تركيا تلجأ للتغلغل الثقافي في شمال غربي سوريا
- تركيا تزيد مساعيها لتتريك التعليم والثقافة بريف حلب
- غاب عنها العلم التركي.. مظاهرات في مناطق سيطرة تركيا والمعارضة شمال سوريا
“النهايات”
وفي قراءة للخبير العسكري أحمد رحال، قال: “حتى لا نحمل الجانب التركي كل الكوارث التي آل إليها وضع الثورة بعد 11 عاماً من قيامها, علينا الانتباه أن مسيرة وخطوات بعض المفاصل الهامة بالقيادات السياسية والعسكرية التي رُكبت على جسم الثورة ومنذ أعوام توحي بتلك النهايات”.
وأضاف لنورث برس: “خطوات وتحركات ونهج معظم قيادة المعارضة السورية وسوء الأداء الذي أنتهجه معظمها كان بمثابة مقدمات من الطبيعي أن تفضي لتلك النهايات”.
كما ذكر الخبير العسكري، مثالاً على الموضوع، فقال: “أليس أعضاء الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني من ناقش منذ أشهر قليلة فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتشارك مع نظام أسد, وأن مبررهم لطرح النقاش أنها عروض تلقوها من بعض الدول؟؟”.
وأضاف: “ألم يكن كلام وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة العميد محي الدين الهرموش بمثابة صاعقة هزت أرجاء اجتماع رسمي للهيئة العامة للائتلاف”.
وتحدث “الهرموش”، “بكل ثقة ووضوح عن وثائق يمتلكها وتؤكد كما قال عن تواصلات ومخاطبات لأعضاء في الائتلاف الوطني مع استخبارات نظام الأسد”، وفق “رحال”.
وأضاف الخبير العسكري، “ثم طويت صفحة الموضوع” عبر تشكيل لجنة مستعجلة خلصت بالقول: “تسرع بالاستنتاج من قبل وزير الداخلية؟؟”.
كما قال أيضاً: “ألم يصدر الائتلاف الوطني قراراً بتشكيل لجنة انتخابات في الشمال السوري, اعتبرتها الحاضنة الشعبية مقدمة لدخول الانتخابات إلى جانب بشار الأسد وبالتالي بقاءه بالسلطة, فخرجت المظاهرات بالشمال السوري معلنة رفضها, مما أجبر قيادة الائتلاف على تجميد القرار, ثم سحبه لاحقاً من سجلاته وإلغاءه؟؟”.
وتساءل “رحال”: “أليس كل ما سبق خطوات مصالحة من قيادة محسوبة بشكل من الأشكال على الثورة؟؟ فلم العتب على موقف وتصريحات وزير الخارجية التركي؟؟”.