القامشلي – نورث برس
استغرق أحمد الحسين (52 عاماً)، أياماً وهو يبحث في محالِ الصرافة بمدينة القامشلي عمن يقبل صرف 100 دولار لكن دون جدوى، إذ رفض الجميع شرائها، باستثناء أحدهم لكنه طلب خصم 50 دولار منه مقابل الصرف، وذلك لأن الورقة كانت ممزقة قليلاً.
يقول الرجل وهو من سكان الريف الغربي لمدينة القامشلي، إن الرقم التسلسلي للدولار كان واضحاً وسليماً، وهو ما دفعه للاحتفاظ بالورقة عله يجد من يشتريها منه.
ويرفض أصحاب محال الصرافة في القامشلي، صرف الدولارات الممزقة أو المهترئة أو المتسخة قليلاً دون خصم نسبة منها. وتختلف نسبة الخصم من محل لآخر وبحسب وضع ورقة الدولار.
ويوضح صاحب محل صرافة في القامشلي، لنورث برس، أنه صدر تعميم من هيئة المالية في شمال شرقي سوريا عام 2021، وينص على أن العملات المتسخة والتي تعرضت لشق صغيرة في أحد أطرافها يتم تداولها بسعر الصرف الكامل.
وبعد صدور هذا التعميم تم تداول الدولارات المتسخة والمهترئة بشكل طبيعي، “ولكن بعد فترة قصيرة لم يعد أحد يطبقه على أرض الواقع”، حسب صاحب محل الصرافة.
ويشير إلى أن المؤسسات والمعابر امتنعت عن العمل بالدولارات الممزقة قليلاً، وتدريجياً تحولت قيمة الخصم إلى أمر يحدده الصراف.
ولم ينكر صاحب محل الصرافة خصمه 2 بالمئة من قيمة الـ100 دولار الممزق أو المتسخ.
ويخطط اتحاد الصرافين لتعميم القرار السَّابق، وتطبيقه من جديد، من خلال التواصل مع هيئة المالية في الإدارة الذاتية، حسب مصدر في الاتحاد، فضل عدم نشر اسمه.
ويقول المصدر إن “أي شكوى من أحد السكان بخصوص نقص قيمة العملة، يتخذ بحق الصراف المعني بالشكوى إجراءات قانونية تصل إلى المخالفات المالية”.
ويشير إلى أن العملة التي لا يسمح لمكاتب الصرافة باستقبالها هي التي تتعرض للتمزيق بشكل كبير، أي “لا تظهر أرقامها وقيمتها”.
ويضيف: “يوجد لجنة مراقبة مالية لمنع دخول هذه الأموال لشمال شرقي سوريا، وفي حال أدخلها أحد أصحاب مكاتب الصرافة بطريقة غير شرعية، سيدفع غرامة مالية ويخضع للمحاسبة القانونية”.
ولكن عدداً من السكان الذين التقت بهم نورث برس، يرون أن الصرافين يستغلون جهل عدد كبير من الناس بالعقوبات والقوانين، لذا يسهل عليهم التحكم بسعر الصرف، وبالمقابل يعطون العملة الممزقة للتجار بعد صرفها.
وتبلغ قيمة صرف الدولار حوالي 4 آلاف ليرة سورية، إما تزيد أو تنقص في السوق المحلي، وحالياً تصل إلى 4145 ليرة في إقليم الجزيرة.
ويشتكي أحمد صبري (35 عاماً)، من سكان القامشلي من تكرار رفض الصرافين صرف 100 دولار يملكها والتي تعرضت للطي وبعض الأوساخ، إذ يطلب البعض خصم 5 دولارات ومنهم من يطلب 10 دولارات.
ويجد الرجل نسبة الخصم تلك كبيرة وخاصة إذا ما تم حسابها بالسوري حيث تصل لأربعين ألف ليرة سورية، وهو ما يدفعه كسابقيه للاحتفاظ بماله عسى أن يتمكن يوماً من صرفه.
اضطرت لورين شيخو (27 عاماً) وهي من سكان القامشلي، لقبول خصم 20 % من 100 دولار، وذلك بعد أن فشلت في إقناع محال الصرافة بصرفها بدون خصم.
تقول السيدة، إن 100 دولار كانت قد تعرضت للطي من أحد الأطراف، “اضطررت لقبول نسبة الخصم ولكن لم أملك خياراً آخر، أغلب المحال إما كانت ترفض الصرف أو الصرف مع خصم أكثر من 20%”.