كوباني- نورث برس
يعرض حموش حمزة (37عاماً) وهو من سكان كوباني، الأرض التي يملكها بالقرب من المدينة للبيع، لكنه لا يجد مشترياً لها.
وكان الرجل قد اشترى قطعة أرض بمساحة 328 متراً عام 2017، بسعر 42 دولار للمتر الواحد، وبعد أسبوعين من شرائه، عُرض عليه بيعها بـ50 دولار للمتر ولكنه لم يبعها حينها.
وبعد التهديدات التركية، عرض “حمزة” أرضه للبيع بسعر 15 دولاراً للمتر “ولكن لا أحد يشتريها”.
وكحال جميع القطاعات، أثرت التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في مناطق بالشمال السوري على حركة بيع وشراء العقارات في كوباني، حيث توقفت عمليات البيع والشراء كلياً، كما أدى ذلك لانخفاض أسعار العقارات بنسبة تجاوزت 40 بالمائة، بحسب تجار وأصحاب المكاتب العقارية في كوباني.
كما أن المستأجرين باتوا يطلبوا استئجار المنازل بشكل شهري بدلاً من طلب الإيجار لمدة عام.
ويقول محمد شيخو (40 عاماً) وهو صاحب مكتب عقاري في مينة كوباني، إن حركة شراء العقارات في المدينة متوقفة كلياً منذ ثلاثة أشهر، “ومن يأتون للمكاتب يريدون عرض عقاراتهم للبيع”.

ويشير إلى أن متر العقار كان يصل سعره وسط كوباني إلى 450 دولار، بينما حالياً لا أحد يشتريها بـ 200 دولار.
كما أن الشقة التي كانت تباع بـ 20 إلى 25 ألف دولار، يتم عرضها حالياً بـ 15 ألف دولار، ولا أحد يشتريها، أي أن كل شقة خسرت من 5 إلى 6 آلاف دولار من قيمتها، حيث يتخوف السكان من شرائها في ظل التهديدات.
وبعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من كوباني عام 2015، نشطت تجارة العقارات في المدينة واستمر حتى عام 2019، حيث توقفت لفترة بعد سيطرة تركيا على سري كانيه وتل أبيض، بحسب أصحاب مكاتب عقارية.
ونشط العمل مجدداً بعد ذلك، ولكن ما أن بدأت التهديدات التركية، حتى توقف السكان عن الشراء ويفضلون عدم صرف أموالهم في العقارات بسبب المخاوف من النزوح.
وقبل التهديدات التركية الأخيرة، كان خليل تمو (38 عاماً) وهو تاجر عقارات ومتعهد بناء في مدينة كوباني، يبيع الشقق السكنية بشكل مباشر أثناء إعمار مبنى من أربعة طوابق، كما أن عملية البيع كانت تتم أحياناً قبل اكتمال البناء.
بينما حالياً وبعد انتهاء إعمار مبنى من أربعة طوابق لا يجد زبائن لشرائها.
ويشير “تمو” إلى أنه اشترى عقاراً بسعر 145 دولاراً للمتر الواحد، وحالياً يعرضه للبيع بـ 80 دولاراً، لكن لا يوجد مشتري لها.
ولدى المتعهد حالياً شقق سكنية بمساحة 135 متراً، يعرضها للبيع بعشرة آلاف دولار، رغم أن ثمنها قبل التهديدات كان عشرين ألف دولار، لكنه لا يتمكن من بيعها رغم هذا الانخفاض في السعر.
ويذكر “تمو” أن من يريد شرائها يعرض عليه مبادلتها بسيارة أو بقطعة أرض، ولا يوجد أحد يدفع “كاش”.
وتصل خسائر تجار العقارات إلى خمسين بالمئة من سعر العقارات، بحسب المتعهد، “فقطعة الأرض التي اشتريتها بـ 50 ألف دولار، لا تباع بـ 25 ألف دولار”.