ركود في حركة أسواق شمالي الحسكة جراء القصف التركي
تل تمر – نورث برس
يشكو عبد العزيز عبدو وهو صاحب محل مستلزمات منزلية في بلدة تل تمر، شمالي الحسكة، من حالة الجمود التي تخيم على حركة الأسواق في الآونة الأخيرة بسبب قلة إقبال السكان على الشراء والذي يترافق مع تصعيد القصف التركي على المنطقة.
ومنذ الـ 20 من الشهر الماضي، عقب الاجتماع الثلاثي بين تركيا وإيران وروسيا في طهران، صعدت القوات التركية والفصائل الموالية لها من حدة قصفها على ريف تل تمر.
ووفقاً لإحصائيات رصدتها نورث برس، فقد سقط أكثر من 500 قذيفة على أكثر من عشرة قرى بريف البلدة، خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة.

كما أسفر القصف حتى الآن عن فقدان مدني لحياته وإصابة نحو 20 آخرين بينهم أطفال ومسنون بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها لمشافي مدينة الحسكة، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في منازل المدنيين والمرافق الحيوية.
وضمن محله الذي يظهر فيه نقص البضائع، يوضح “عبدو” بأن حركة العمل باتت ضعيفة جداً بسبب القصف المستمر، “سابقاً كنا نشتري بضاعة بعشرة ملايين، أما الآن نخاف أن نشتري بمليون ليرة بسبب الأوضاع غير المستقرة”.
ويشير البائع إلى أنه كان يبيع بضائع بأكثر من 200 ألف ليرة يومياً، أما الآن بالكاد يصل مبيعه لـ 25 ألفاً في اليوم.
وعلى إثر التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة في مناطق بالشمال السوري وتصعيد القصف، انصب إقبال السكان على شراء المواد الضرورية الأساسية فقط والابتعاد عن الكماليات إلا للضرورة.
ومنذ ثلاث سنوات تعاني تل تمر أسوة ببلدة زركان (أبو راسين) المجاورة، من حالة عدم استقرار بسبب القصف التركي المستمر، إلا أن التصعيد الأخير يصفه السكان بـ”الأخطر” منذ سيطرة تركيا على سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض عام 2019.
وفي شارع فلسطين، السوق التجاري الهام بالبلدة، يشهد تراجعاً في حركة السكان المتسوقين وخاصة القادمين من الريف.
وضمن متجره للمواد الغذائية، يجلس الأربعيني برزان نعمو، خلف طاولته وهو يراقب المارة دون أن يرتاد محله أحد، معبراً عن خشيته من أن يتطور هذا الوضع إلى أسوأ.
ويقول لـنورث برس: “تراجع حركة العمل أثر على الحالة المعيشية كثيراً، بالكاد أجني مصروف عائلتي اليومي”.
وعلى رفوف متجر “نعمو” يلاحظ النقص وقلة المواد المعروضة، إذ أن التهديدات والقصف المستمر دفعه للتوقف عن شراء البضاعة لحين ما ستؤول إليه أوضاع المنطقة.
ويضيف: “الزبون يدخل إلى المحل لا يلقى أغلب طلباته، فنحن خائفين، لم أعد أستطع جلب البضاعة بالكميات الكبيرة كما السابق”.
وعلى ضوء ما تعيشه البلدة من توترات أمنية، عمد أصحاب بعض المحال على إغلاق أبوابها نهائياً والتوجه لمدن أخرى في الجزيرة، بينما باتت معظم المحال التجارية تفتقر إلى البضائع، ما يدفع سكان لقطع مسافات للذهاب إلى مدن كالحسكة والقامشلي لشراء بعض الحاجيات الضرورية غير متوفرة في تل تمر.
ومساء الاثنين الماضي، قصفت القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، قرية الكوزلية بريف تل تمر، سبقه قصف طال قرية البوبي بريف زركان، أسفر عن أضرار مادية.
فيما أصيب شخصان بجروح، السبت الماضي، في تجدد لعمليات القصف لقرية السلماسة بريف تل تمر.
ويخشى حسين العلي وهو صاحب محل اكسسوارات ومواد تجميل وسط شارع فلسطين، هو الآخر من شراء بضاعة جديدة، فمخاوفه من أن تبدأ بعمليتها العسكرية في أي لحظة تدفعه للعزوف عن الشراء.
ويقول الرجل إنه يضطر أحياناً ولتراجع مردود عمله للاستدانة لتدبر مصروف عائلته.