الصيف في خيم بلاستيكية.. معاناة نازحين بمنبج تزيدها قلة المياه والكهرباء
منبج – نورث برس
في ظل خيمته بمخيم منبج الشرقي الجديد وبينما تتجاوز الحرارة حاجز الـ40 درجة مئوية، يجلس عماد الحسن (40 عاماً) برفقة أولاده، هرباً من الحرارة التي تستعر داخل الخيمة.
ورغم أن ذلك لا يجدي نفعاً كثيراً، إلا أن الرجل وهو نازح من منطقة دير حافر بريف حلب الجنوبي الشرقي، لا يملك سوى هذا الخيار في ظل عدم توفر الكهرباء.
وفي الوقت الذي تشهد فيه البلاد موجة حر غير مسبوقة، تصل درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 50 درجة، يقضي النازحون في مخيمات منبج صيفهم وسط قلة في المياه وساعات التغذية الكهربائية.
ويقول “الحسن” الذي نزح من منطقته قبل خمسة أعوام، إن ساعات الكهرباء في المخيم هي ثمانية فقط عن طريق مولدات تغذي المخيم الذي يفتقر للكهرباء النظامية.

بينما المياه تأتي عن طريق الصهاريج وغالباً ما تكون قليلة، إذ ينتظر النازحون حتى يأتيهم دور لاستلام 35 ليتراً من المياه لكل شخص، بحسب قول النازح.
وتقتصر وسائل التبريد في المخيم على مراوح تم توزيعها العام الماضي، ولكنها لا تخفف من حرارة الجو، حيث يكون هواءها ساخناً، بحسب نازحين.
ويتوزع النازحون في منبج على المخيم الشرقي الجديد، جنوب شرقي المدينة وتسكنه 625 عائلة من منطقتي مسكنة ودير حافر بريف حلب الجنوبي الشرقي، إضافة إلى المخيم الشرقي القديم الذي يضم 387 عائلة.
بينما تقطن في المخيمات العشوائية، 1935 عائلة بعدد 9786 شخصاً من ذات المناطق، وفقاً لإدارة المخيمات في الإدارة المدنية في منبج.
ومنذ عام 2017، نزح غالبية سكان منطقتي مسكنة ودير حافر بعد سيطرة قوات الحكومة السورية عليها، على إثر معارك خاضتها لطرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها.
والأسبوع الفائت، حذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا، من ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من معدلاتها خلال الأسبوع الجاري.
وتزداد معاناة النازحين في تلك المخيمات مع انتشار الأفاعي والعقارب، التي تهدد حياتهم وخاصة في ظل عدم توفر مصل مضاد للدغات تلك الحيوانات في المخيمات.
وفي مخيم منبج الشرقي الجديد، يشاهد أطفال جالسون في ظل الخيم في أوقات الظهيرة، ويحاول آخرون تبليل ثيابهم بالمياه لتخفيف وطأة الحرارة عن أجسادهم، في حين تنهمك النساء بجلب المياه من الخزانات إلى خيمهن تحت أشعة الشمس ما يعرضهم للإصابة بضربة شمس.
وفي ظل هذا الواقع الصعب، يطالب النازحون، إدارة المخيم والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بتقديم الدعم من مكيفات وزيادة ساعات الكهرباء وكميات المياه.
ولكن ياسر مصطو، إداري في مخيم منبج الشرقي الجديد، يقول إنهم يقدمون الخدمات للنازحين وفقاً للإمكانيات المتاحة.
ولم ينكر الإداري أن تلك الخدمات “غير كافية”، مطالباً هو الآخر المنظمات بمساعدتهم على توفير متطلبات النازحين.

وفي ذات المخيم، يجد معتز العثمان (50 عاماً)، وهو نازح من مدينة مسكنة، صعوبة في التأقلم مع هذا “الواقع المرير”.
ويقول الرجل بينما كان يجلس في خيمته، إنه يجب عدم إقحام النازحين والسكان بالأمور السياسية لتجنب المعاناة التي تحصل أثناء عدم حصولهم على مساعدات كافية، في إشارة منه إلى إغلاق معبر اليعربية (تل كوجر) وحرمانهم من المساعدات الأممية.
والشهر الماضي، مدد مجلس الأمن الدولي، آلية إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لمدة ستة أشهر إضافية، مع إبقاء معبر اليعربية في شمال شرقي سوريا مغلقاً.
ويشدد “العثمان”، على ضرورة مراعاة ظروفهم المعيشية الصعبة وتقديم الدعم لهم، “لبين ما يفرجها الله علينا”.