القامشلي ـ نورث برس
تشهد مدينة سري كانيه (رأس العين)، بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، حالات اقتتالٍ شبه متواصلة، بين الفصائل المسلحة الموالية لتركيا المسيطرة على المنطقة، سببها الرئيس، خلافات على تقاسم المسروقات أو عمليات التهريب وغيرها من الانتهاكات التي تمارسها تلك الفصائل في المنطقة.
في ساعات متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، اندلعت اشتباكات بين مجموعتين من فصيل مسلح موالٍ لتركيا، بسبب خلاف على عمليات التهريب، في ريف سري كانيه.
وقال أحد سكان المنطقة، لنورث برس، إنّ “مجموعتين من فصيل شهداء بدر، التي تسيطر على الريف الغربي لسري كانيه، حصل بينهما خلاف على أجرة عمليات التهريب إلى تركيا”.
وتتم عمليات التهريب عبر القطاع الذي يخضع لسيطرة هذا الفصيل، إذ يأخذ عناصره آلاف الدولارات، لإدخال اللاجئين السوريين إلى تركيا، وفق معلومات سابقة، حصلت عليها نورث برس.
وأشار أحد السكان، والذي رفض التصريح عن اسمه لأسباب أمني، إلى أنهم سمعوا أصوات تبادل إطلاق نار بالأسلحة الرشاشة وقذائف RBG بين عناصر المجموعتين، في قرية أبو الصون غربي سري كانيه، قبل أن يُفض النزاع بين الطرفين بواسطة فصائل مسلحة أخرى، تدخلت فيما بينهما.
ومن جانب آخر، نقلت منصات إعلامية معارضة، أنّ مسلحين من “هيئة ثائرون”، قطعوا الطريق على، خالد السّمو، بالقرب من قرية سفح بريف مدينة سري كانيه، وأخذوا منه دراجته النارية، إضافة لمبلغ مالي يقدر بـ 300 دولار أميركي.
وذكر شاهد عيان، لنورث برس، أنّ “السمو”، يعمل في مجال شبكة الإنترنت في سري كانيه، وعملية “تشليحه” تمت في منطقة قريبة من مكان عمله، بنقطة لا تبعد سوى 200 متر عن النقطة العسكرية التركية.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، شهدت سري كانيه، احتجاجات وإضراباً، جراء الوضع الأمني المتردي.
وجاءت هذه الاحتجاجات الشّعبية، على خلفية قتل محمد البرهاوي، أحد صاغة الذَّهب في المدينة، بعد سرقة حقيبة تحتوي الذَّهب والمال من يده أمام منزله، من قبل مُسلحين مَجهولين على دراجة نارية، في الثلاثين من حزيران/ يونيو الماضي.
وبعد تشييعه، احتج عدد من الأشخاص أمام خيمة العزاء الخاصة به، ورددوا شعار “نبع السلام ما في أمان”، إضافة إلى القول إنّ “كل ملثم هو خائن وقاتل”.
وتزامن ذلك، مع خروج احتجاجات في منطقة تل حلف، غربي سري كانيه، على خلفية قرار إغلاق الصيدليات، والإبقاء على عدد قليل منها، الأمر الذي دفع بما يسمى “الشرطة المدنية” لضرب المحتجين، وفق ما تابعته نورث برس.
وفي بداية الأسبوع الجاري، أطلق مسلحون من المُعارضة المسلحة الموالية لتركيا، النار على طفل يبيع المثلجات بمدينة سري كانيه، لرفضه بيعهم بالمجان، الأمر الذي أدى لوفاته في إحدى المشافي التركية.
وتهدد تركيا بعملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، تستهدف من خلالها منبج وتل رفعت، بينما يتوقع ناشطون أنه في حال نفذت تركيا هذه العملية سيؤول حال المناطق التي تسيطر عليها إلى الأسوأ.