قلة التكاليف تدفع مزارعين من جنوب الحسكة لزراعة السمسم

الشدادي- نورث برس

يعمل خضر الصالح (37 عاماً)، وهو مزارع من ريف مدينة الشدادي، جنوبي الحسكة، على نثر بذار السمسم في أرضه البالغ مساحتها عشرة دونمات على سرير نهر الخابور كأول تجربة له في هذه الزراعة.

واعتاد مزارعو ريف الحسكة الجنوبي، خلال الأعوام الماضية على زراعة أراضيهم بالقطن والذرة الصفراء بعد حصاد المحاصيل الشتوية.

ولكن تكاليف الزراعة المرتفعة من أسمدة وأيدي عاملة، دفعت البعض منهم هذا العام لزراعة السمسم بسبب انخفاض تكاليفه مقارنة مع المحاصيل الأخرى.

وعادةً، تتم زراعة السمسم بطريقة يدوية، حيث يقوم المزارع بنثر البذار على الأرض بيديه.

وتبدأ زراعة السمسم في بداية تموز/ يوليو من كل عام، ويتم حصاده في تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال المزارع، إن الدونم الواحد لزراعة القطن يحتاج لأكثر من 150 ألف ليرة سورية، من بذار وأسمدة وغيرها، كما أنه يحتاج  لأكثرمن عشر ريّات من المياه خلال الموسم.

في حين أن زراعة الدونم الواحد من السمسم يحتاج إلى كيلوغرام ونصف من البذار ويبلغ سعر الكيلوغرام 6500 ليرة سورية، بالإضافة لأربع ريَّات فقط طوال الموسم.

لكن تجربة “الصالح”، كغيره، تصطدم بعدم حصولهم على رخصة زراعية للسمسم وعدم توفر المياه في نهر الخابور.

وأرجع نومان العبدالله، الرئيس المشارك للجنة الزراعة في الشدادي، سبب عدم إعطاء الرخص، إلى عدم توفر كميات مياه في سد الحسكة الجنوبي، وهو ما يشكّل عائقاً أمام فتح بوابة السدّ على الخابور لري المحاصيل الزراعية.

وأشار إلى أن كميات المياه المتواجدة في السد، “غير كافية، ووصلت إلى حد المخزون الاحتياطي”.

وانخفض منسوب المياه في السد من حوالي 640 مليون متر مكعب إلى 120 مليون متر مكعب،  بسبب حبس تركيا لمياه نهر الخابور التي كانت تغذيه منذ عدة سنوات، بحسب تصريح سابق للجنة الزراعة في الشدادي لنورث برس.

ويبلغ طول نهر الخابور 320 كيلومتر ينبع من تركيا ويدخل الأراضي السورية عند مدينة سري كانيه مروراً بالحسكة، ويندمج الخابور مع نهر جقجق، ليصُبَّا في الفرات قرب مدينة الميادين في دير الزور وليدخل بعدها الأراضي العراقية.

ومنذ سنوات، تقطع تركيا المياه عن نهر الخابور، وهو ما يؤثر سلباً على الاقتصاد الزراعي، وخاصّة أنه يعدُّ من المصادر الهامة التي يعتمد عليها المزارعون، من منطقة الحسكة وصولاً إلى دير الزور على الحدود العراقية.

ولا تتوفر لدى اللجنة، إحصائية بنسبة الأراضي المزروعة بالسمسم لهذا العام، وذلك لعدم تقديمها للرخص.

وأمام هذا الحال، يعتمد “الصالح”، كغيره من المزارعين، على المستنقعات المائية في نهر الخابور، وهي مياه الصرف الصحي التي تصب فيه، لري محصوله.

ويشتري “الصالح” في سبيل ري محصوله، مادة المازوت من السوق الحرّة بألف ليرة سورية لليتر الواحد.

وبحسب مزارعين في المنطقة، فإن غالبيتهم لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم بعد حصاد المحاصيل الشتوية هذا العام، نتيجة ارتفاع تكاليف الزراعة وعدم توفر المياه في الخابور.

وخلال الأعوام الماضية، كانت لجنة الزراعة في الشدادي تقوم بفتح  بوابة السد مرةً أو مرتين في كل عام تحت مسمى “البيئة” لتنظيف مجرى نهر الخابور، ولكن ليس من المؤكد فتحها هذا العام.

وزرع علي المـحمد (40 عاماً) وهو مزارع من ريف الشدادي، 20 دونماً بالسمسم، ولكنه هو الآخر يعاني من مشكلة عدم توفر المياه في نهر الخابور وارتفاع سعر المازوت في السوق الحرة.

إعداد: باسم شويخ – تحرير: سوزدار محمد