كوباني/عين العرب- فتاح عيسى/ جهاد نبو- NPA
يشتكي أهالي مدينة كوباني/عين العرب شمالي سوريا، من تدني جودة الخبز الذي ينتجه فرن كوباني الآلي، وذلك بعد أن كانت نوعيته جيدة ومقبولة من قبل المواطنين.
صالح بوزي (35 عاماً) من أهالي كوباني أوضح لـ"نورث برس" أن نوعية الخبز كانت "ممتازة قبل أشهر"، مشيراً إلى أنهم كانوا يحتفظون به في المنزل لعدة أيام، "بينما لا يمكن الاحتفاظ به لساعات حالياً؛ لأنه يتفتت بسرعة."
وبين بوزي أنه يضطر لشراء الخبز السياحي رغم ارتفاع سعره مقارنة بخبز الفرن الآلي، قائلاً "يمكن الاحتفاظ به أكثر من يومين أو ثلاثة أيام في المنزل، بينما يجب استهلاك خبز الفرن الآلي في نفس اليوم".
ويباع الكيلو الواحد من الخبز السياحي بسعر/200/ ليرة سورية (أقل من نصف دولار)، بينما تباع ربطة الخبز التي ينتجها الفرن الآلي، وتزن نحو كيلوين، بمئة ليرة سورية (أقل من ربع دولار).
وطالب بوزي الجهات المعنية بتفعيل الرقابة لمتابعة نوعية الطحين وجودة الخبز، متسائلاً عن سبب سوء جودة الخبز في كوباني رغم أن الفرن في المدينة يعتبر آلي وضخم
"نستخدمه كعلف للحيوانات"
من جهته أوضح إدريس حسين قادر(40 عاماً) معتمد بيع الخبز في أحد أحياء كوباني، أنه يقوم بشراء الخبز من الفرن الآلي بكميات محدودة تتراوح بين/150-100/ ربطة خبز يومياً، لأنه "يتفتت بعد ساعتين, فنضطر لاستخدامه كعلف للحيوانات".
ويبلغ الإنتاج اليومي للفرن الآلي في كوباني نحو/30/ ألف ربطة خبز يومياً، يتم توزيعها على سكان المدينة والريف عن طريق المعتمدين والمجالس المحلية "الكومينات".
تدني جودة الطحين
وأوضح مدير الفرن الآلي في كوباني عزيز عبدي في تصريح لـ"نورث برس" أن شكاوي الأهالي حول سوء نوعية الخبز صحيحة، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي يعود لتدني جودة الطحين الوارد من المطاحن.
ولم يكن مخزون القمح من العام السابق كافياً؛ ما أجبر إدارة المطاحن على الاعتماد على القمح الجديد والذي يحتوي على نسبة رطوبة عالية مما يؤثر في جودة الطحين ونوعية الخبز.
وأكد عبدي أن نوعية الخبز ستتحسن تدريجياً خلال أسبوع، مبيناً أن إدارة الفرن بدأت بإضافة الماء البارد للعجانات الرئيسية، إضافة إلى إعطاء مهلة للطحين قبل عجنها.
القمح الجديد
أشار المتحدث باسم لجنة الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية في كوباني, خليل شيخ مسلم, إلى أنه لم يكن هناك إنتاج جيد للقمح في العام الماضي، ما أثر على الكميات المخزنة من القمح في الصوامع، منوهاَ أن إدارة المطاحن بدأت بطحن قمح العام الحالي لإرساله للأفران.
وأكد شيخ مسلم أنه من المفترض أن يبقى القمح الذي تم حصاده العام الحالي لمدة ثلاثة أشهر في الصوامع حتى يجف بشكل كامل وتنخفض نسبة الرطوبة فيه؛ لاستخدامه في إنتاج الخبز.
وتقوم لجنة الاقتصاد بتوزيع نحو/110/ أطنان من الطحين يومياً على /14/ فرناً في مقاطعة كوباني (تقسيم إداري يضم منطقتي كوباني وصرين والبلدات والقرى التابعة لهما)، والتي يتم إنتاجها في مطحنة المدينة ومطحنة قرية روفي، ويتم تسليم نحو/35/ طناً من الطحين للفرن الآلي في المدينة.
الحل
أوضح شيخ مسلم أن الحل لتحسين جودة الخبز هو الاعتماد على خلط القمح الجديد مع كمية من القمح القديم، إضافة إلى استخدام نوعي القمح في طحين الخبز، وذلك بنسبة /75/ بالمئة من القمح الطري و/25/ بالمئة من القمح القاسي كي يكون خليط الطحين جيداً.
وقامت هيئة الاقتصاد في مدينة كوباني بتأهيل وتحديث مطحنة كوباني في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2018 بتكلفة بلغت نحو/40 /ألف دولار بهدف تحسين نوعية الطحين والخبز.
وتأسس الفرن الآلي في مدينة كوباني عام 1984 ويتضمن ثلاثة خطوط إنتاج، ويعمل بمعدل/20/ ساعة يومياً ويتم إيقافه لمدة أربع ساعات للصيانة حيث يعمل العمال البالغ عددهم نحو 140// عاملاً على ثلاث ورديات، مدة كل وردية/12/ ساعة.