نازحون من تل أبيض متخوفون من خسارة أملاكهم المسلوبة إلى الأبد

الرقة – نورث برس

يقلق عيسى العمر (48 عاماً)، على مصير أملاكه التي” سُلبت” منه ملكيتها في قريته بعد خضوعها لسيطرة فصائل موالية لتركيا

وفي قريته “صخرة محمد العمر” بريف تل أبيض الغربي، ترك الرجل الأربعيني نحو أربعمائة دونم بعد دخول القوات التركية والفصائل الموالية لها أواخرعام 2019.

وخلال حديث لنورث برس، كرر “العمر” مستهزئاً بلهجته المحلية “جية السيد أردوغان، جعلتنا نعيش معاناة كبيرة، حيث تحولنا لنازحين في الخيام نعاني يومياً من آلام النزوح”.

وفي خيمة بطول ستة أمتار وعرض ثلاثة فقط، يعيش “العمر” في مخيم تل السمن، الذي يبعد 35 كم شمال مدينة الرقة، هو وزوجته وأبنائه التسعة.

ويقول “العمر”، إن “تركيا لن تقف عند حد معين، هي ترغب بالتوسع أكثر وقضم مزيد من الأراضي السورية وضمها لهم”، مؤكداً أن إيقاف التوسع التركي في مناطق الشمال السوري ضروري.والمستوطنات التي تسعى تركيا لبنائها في المنطقة لا تخدم سوى مصالحها في التوسع وتغيير التركيبة السكانية في المناطق التي تسيطر عليها في سوريا، بحسب قوله.

وشنت تركيا برفقة فصائل معارضة، في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر، هجوماً على منطقتي سري كانيه وتل أبيض، انتهى بسيطرتها على المنطقتين ونزوح 300 ألف شخص من منازلهم في ذات الشهر، وفقاً لإحصائيات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

تتحدث تقارير حقوقية أنه تم تهجير ما يقارب 175 ألف شخص من المنطقة الممتدة بين سري كانيه وتل أبيض والتي كان يزعم الرئيس التركي بإنشاء “منطقة آمنة” فيها.

ويخشى نازحون من مدينة تل أبيض وريفها، في مخيم تل السمن والذي يضم ستة آلاف نازح من تل أبيض، أن تتحول أملاكهم إلى مستوطنات ضمن مشروع إعادة التوطين المعلن عنه من قِبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب قولهم لنورث برس.

ومطلع أيار/ مايو الماضي، أعلن أردوغان رسمياً عن إطلاق مشروع “العودة الطوعية”، والذي يتضمن إعادة مليون لاجئ سوري مقيمين في تركيا إلى 13 منطقة في الشمال السوري بعد بناء مستوطنات لهم.

وأثار الإعلان التركي عن مشروع إعادة التوطين استياءً في الأوساط السورية، لا سيما السكان الأصليين للمناطق التي أعلنت تركيا عن استهدافها.

استمرت تركيا، خلال العامين الماضيين، وعبر منظمات لها وأخرى سورية مدعومة من منظمة “آفاد” وجمعيات كويتية وقطرية وفلسطينية ، ببناء مستوطنات في مناطق شمال وشمال غربي سوريا.

وكسابقه، خسر ياسين العساف (50 عاماً)، وهو نازح في المخيم الآنف ذكره كل أملاكه في قريته حمام التركمان بريف تل أبيض بعد سيطرة تركيا وفصائلها الموالية عليها.
ويخشى الرجل الخمسيني من خسارة أملاكه إلى الأبد في ظل سعي تركيا لإعادة لاجئين سوريين إلى المناطق التي نزح منها سكانها بفعل العمليات العسكرية التركية.
وترك “العساف” أثناء نزوحه منزله وثلاث محال تجارية و80 دونماً ومغسلة للسيارات، ويقول متحسراً على ممتلكاته، “سلبوا كل أملاكي ونهبوها بعدما هجرونا”.

إعداد: فياض محمد / عمار عبد اللطيف – تحرير: عمار حيدر