بدعم وسمات تركية.. أنقرة تواصل بناء مستوطنات في سوريا

إدلب نورث برس

دأبت السلطات التركية وعبر منظمات لها وأخرى سورية مدعومة من منظمة “آفاد” التركية وجمعيات كويتية وقطرية وفلسطينية خلال العامين الماضيين، على بناء مستوطنات في مناطق شمال وشمال غربي سوريا.

وبلغ عدد المستوطنات التي بنتها في إدلب وحدها نحو 50 قرية معظمها بالقرب من منطقة مشهد روحين شمال إدلب، بحسب رصد لنورث برس عبر مراسليها في المنطقة.

في حين بلغ عدد المستوطنات التي تم بناءها في مناطق عفرين وأعزاز وجرابلس شمال وشرق حلب نحو 45، معظمها جرى بناءها خلال النصف الأخير من العام الفائت والنصف الأول من العام الحالي.

وقبل أيام، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن مشروع “المنطقة الآمنة” حيث يتم تجهيز هذه المنازل لاستقبال اللاجئين السوريين المقيمين في الأراضي التركية والتي تريد الأخيرة ترحيلهم إليها.

آفادداعم أول

ويقول مصدر مسؤول في منظمة هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، فضل عدم ذكر اسمه، إن العديد من المنظمات التركية والسورية المحلية منذ منتصف العام 2020 على بناء مستوطنات في مناطق شمال إدلب وشمال حلب.

ويضيف لنورث برس: “من أكثر المنظمات التركية العاملة في شمال غربي سوريا، والتي تدير بشكلٍ كامل ملف بناء المنطقة الآمنة في المنطقة، هي إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) التركية”.

و”آفاد” منظمة حكومية تركية أنشأت في العام 2009، وبدأت العمل في الأراضي السورية فعلياً منذ سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لها على منطقة عفرين وريفها شمال محافظة حلب، مطلع 2018، بحسب المصدر.

ويشير المصدر إلى أن المنظمات المشاركة معظمها مدعومة من قبل إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) التركية، ومن تلك المنظمات “هيئة الإغاثة الإنسانية، منظمة سند الخيرية، وقف الديانة التركي، منظمة بشكير، منظمة الأيادي البيضاء، منظمة البنيان المرصوص”.

كما أن هناك منظمات أخرى مدعومة من قبل دول، “الكويت، وفلسطين، وقطر مثل فريق ملهم التطوعي، وجمعية عطاء، وجمعية القلوب الرحيمة”، التي تمكنت مؤخراً من بناء قرية سكنية قرب بلدة الغزاوية بريف عفرين.

ويقول المسؤول إن إدارة الكوارث و الطوارئ “آفاد” التركية، “قامت بتمويل أكثر من 12 منظمة و جمعية سورية محلية من أجل بناء نحو 30 مستوطنة  في ريفي إدلب وحلب”.

ويضيف أن تلك المنظمات تمكنت حتى هذا اليوم، “من بناء أكثر من 30 ألف وحدة سكنية في تلك المناطق”.

ويقول المصدر المسؤول في منظمة هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، إن “العمل لا يزال مستمراً في بناء أكثر من 20 ألف وحدة أخرى، كما يتم العمل على إنشاء منازل طابقية في عدة مناطق لاستيعاب أكبر قدر ممكن من اللاجئين”.

مستوطنات بسمات تركية

ويقول فيصل حريتاني (32 عاماً) وهو اسم مستعار لصحفي عامل في إحدى المنظمات التركية العاملة في سوريا، إن المستوطنات تحمل أسماء شخصيات تركية مثل “الشهيد يونس صواش” قرب بلدة كفرلوسين شمال إدلب، و”اتاساي” قرب بلدة مشهد روحين شمال إدلب أيضاً، في عدة مناطق في شمال غربي سوريا.

ويضيف “حريتاني”: “تنتشر المستوطنات قرب بلدتي الباسوطة والغزاوية جنوب عفرين، وقرب كفرصفرة وجنديرس وشران غرب وشمال عفرين، إضافةً إلى عشرات القرى قرب مدينتي جرابلس والباب شرقي حلب”، وفقاً للمصدر نفسه.

ويبلغ عدد تلك المستوطنات والتي تم الانتهاء من عمليات بنائها بين 100 و130 مستوطنة موزعة في المناطق آنفة الذكر، إذ تضم كل منها ما بين 200 و250 منزلاً، تتراوح مساحة كل منها بين 40 و60 متراً مربعاً بتكلفة تصل إلى نحو خمسة آلاف دولار أميركي لكل شقة، بحسب الصحفي.

وبحسب المصدر فإن “آفاد” المقربة من المخابرات التركية، “فرضت على  منظمات مرخصة في المنطقة، بناء مستوطنات، في منطقة مشهد روحين شمال إدلب، وجرابلس وأطراف أعزاز وجنوب عفرين شمال حلب”.

إعداد: بهاء النوباني- تحرير: فنصة تمو