اللاجئات السوريات الفئة الأكثر عرضة للمعاناة والتحديات في مخيم بشرق السليمانية
أربيل- نورث برس
تعاني اللاجئات السوريات في مخيم “باريكا” في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، واقعاً معيشياً قاسياً، في ظل شح الدعم الأممي وغياب الزوج، ليصبحن هن الأم والأب لأطفالهن، فيجبرن على العمل لساعات طويلة، وفي مهن صعبة.
ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، لجأت مئات العائلات السورية إلى إقليم كردستان، ولعبت المرأة دوراً بارزاً في تحمّل قسوة اللجوء، فمنهن من أسسن مشروعهن الخاص، وبعضهن الآخر تحمّل ظروف العمل القاسية طمعاً بتأمين حياة مستقرة لأولادهن.

تختبر النساء السوريات، في مخيمات اللجوء، ظروفاً معيشية متدنية، فتجد المرأة نفسها أمام خيار وحيد وهو العمل، وتطالب النساء مراراً بتقدم مساعدات، لافتتاح مشاريع صغيرة تضمن لهن العيش.
ورصدت عدسة نورث برس واقعاً معيشياً صعباً في مخيم “باريكا” للاجئين السوريين شرقي السليمانية، على غرار غيره من المخيمات بسبب البطالة وقسوة اللجوء، بينما تجلت القسوة خاصةً على النساء اللواتي يتحملن لوحدهن أعباء العائلة ذات الأب المفقود أو المتوفي.
“همرين إبراهيم”، لاجئة سورية تبلغ من العمر (45 عاماً)، توفي زوجها تاركاً لها خمسة أطفال، وبعد وفاته أصيبت بمرض في ظهرها، ما منعها من العمل، فأضحت غير قادرة على تأمين لقمة عيش أطفالها.
تقول “إبراهيم” لنورث برس، إنها كانت تعمل مع بناتها في الحقول الزراعية، لكنها الآن عاجزة عن العمل بسبب آلام ظهرها، كما أنها منعت بناتها من الذهاب للعمل في الأرض، “المجتمع هنا لا يرحم أحد”.
وفيما يبدو من حديثها أن عمل الفتيات لايزال يشكل مشكلة لدى قسم في المجتمع، فقد اضطررن للعمل لساعات طويلة لتأمين لقمة العيش.
تحمل “إبراهيم” المنظمات الدولية والإنسانية، مسؤولية مساعدتها على تربية أطفالها، وتعليمهم وتنشئتهم ضمن بيئة جيّدة، تقول: “نشعر بالخوف على مستقبل أولادنا المجهول”.

أما ثريا شعبان، وهي أيضاً لاجئة سورية مقيمة في مخيم “باركيا”، بعد اختفاء زوجها، وجدت نفسها أمام واقع قاسٍ، بدأت العمل لتربية أطفالها، اشتغلت في معمل مثلجات، ثم مُستخدمة في إحدى الشركات.
تقول “شعبان” إن “ظروف العمل مُضنية والمرتبات ضعيفة وساعات العمل طويلة”.
وتطالب السيدة المنظمات الدولية بزيادة الدعم للاجئين، في ظل غلاء الأسعار، “تراكمت عليّ الديون، ولا حل أمامي، يجب عليّ إعالة أولادي، فأنا بالنسبة لهم الأب والأم معاً”.