مع التهديدات التركية.. أطفال “داعش” يتدربون بمخيم الهول ونشاط لخلايا التنظيم

مخيم الهول – نورث برس

قال مصدر أمني في مخيم الهول شرقي الحسكة، شمال شرقي سوريا، إن خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تعمل على تدريب الأطفال في المخيم وتجنيدهم لصالحها، في سبيل تنفيذ عمليات القتل والذبح والخطف من خلالهم.

وأشار المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، إلى مشاركة ما يسمى بـ”أشبال الخلافة” في العديد من عمليات القتل التي نفذتها خلايا “داعش” في المخيم خلال الفترة الأخيرة.

ويضم مخيم الهول الواقع على بعد 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة نحو55.900 شخص من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين وعائلات قتلى عناصر ومعتقلي تنظيم “داعش”، ويشكل الأطفال الغالبية العظمى منهم، بحسب إدارة المخيم.

ويتواجد في المخيم أكثر من 35 ألف طفل تحت سن 17 عاماً، ويصل عدد أطفال معتقلي وقتلى التنظيم الأجانب إلى نحو 5797 طفل ما دون 18 عاماً، وفقاً لإدارة المخيم.

ويخضع أطفال في المخيم لتدريبات شرعية، كما أن المئات منهم في القطاعات الخاصة بالسوريين والعراقيين يتلقون تدريبات عقائدية وأخرى على طرق القتل والمشاركة في العمليات التي ينفذها التنظيم داخل المخيم، بحسب المصدر الأمني.

اقرأ أيضاً



ويشهد مخيم الهول، تزايداً في جرائم القتل وغالباً ما تستهدف العراقيين، حيث سجل منذ بداية العام الجاري، حوالي 18 جريمة قتل، استهدفت 9 سوريين بينهم موظف في الهلال الأحمر الكردي و9 عراقيين وغالبية تلك الجرائم تمت بواسطة أسلحة نارية، بحسب مصدر آمني آخر في المخيم.

وكل عدة أيام تعثر الأجهزة الأمنية في المخيم على جثث أطفال ونساء على أطراف المخيم  أو مجاري الصرف الصحي وذلك بعد أيام أو أسابيع من اختطافهم، بحسب المصدر الأمني.

وغالباً ما يقوم الأطفال في المخيم برشق قوات الأمن وموظفي المنظمات وسيارتهم بالحجارة مع ترديد عبارات، “أنتم كفار، أنتم مرتدون” وغيرها من العبارات التي تشير إلى تلقين هؤلاء الأطفال دروساً.

وفي الثامن من الشهر الماضي، حصلت نورث برس، من مصدر أمني في المخيم على مقطع فيديو يظهر طفلاً من “أشبال الخلافة”، يؤمُّ نساء عناصر التنظيم في الصلاة.

والطفل كان من رعايا إحدى الدول الأجنبية، ولم يتجاوز عمره التسع سنوات، صلى كإمام بصلاة جماعية أقيمت في المخيم صباح عيد الفطر، بعد أن وكِّل من قبل نساء عناصر “داعش”.

ونهاية العام الماضي، كشفت الأجهزة الأمنية في المخيم، عن نفق سري يعود لـ”أشبال الخلافة”، كانوا يستخدمونه للاختباء أثناء عمليات التفتيش، أو في الأوقات المخصصة لتلقي الدروس الأيديولوجية.

وذكرالمصدر الأمني نقلاً عن مصادر خاصة في المخيم، زيادة خلايا التنظيم لتدريبات الأطفال وخاصة بعد أحداث سجن الصناعة في الحسكة والتهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد مناطق في الشمال السوري.

 وفي العشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي، شنت خلايا التنظيم هجوماً على السجن والذي يضم الآلاف من معتقلي “داعش” ، لتهريب السجناء.

وفي آذار/ مارس الماضي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح خاص لنورث برس، إن “البعض من أطفال عناصر التنظيم لم يعرفوا طيلة حياتهم سوى الحرب والصراع وهناك فرصة كبيرة في إبعادهم عن التطرف عبر إعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم”.

وتحذر منظمة “أنقذوا الأطفال”، ، من أن الأطفال المحتجزين في مخيمات في شمال شرقي سوريا، حيث تقطن عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، قد يبقون “عالقين” لثلاثين عاماً هناك نتيجة بطء عمليات استعادتهم من بلدانهم.

ومع التهديدات التركية لشن عملية عسكرية في الشمال السوري، يتخوف السكان والنازحون في المنطقة من أن يؤدي ذلك لفقدان السيطرة على المخيم، وهو ما ينذر بـ”كارثة” وخاصة مع تجهيز الأطفال لتنفيذ عمليات القتل.

واليوم، حثت الأمم المتحدة، جميع الحكومات التي لها رعايا في مخيم الهول، على أن تعيدهم من الهول. وذلك بعد زيارة وفد رفيع المستوى للمخيم.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد