“العودة إلى بلادهن”.. مطلب نساء “داعش” في مُخيم روج

ديرك – نورث برس

ترغب إميلي كونيكي (37 عاماً)، المُنحدرة من فرنسا والتي تسكن في مخيم روج أقصى شمال شرقي سوريا، بالعودة إلى بلادها، إلا أن رفض الأخيرة، يحول دون لقائها بأطفالها الذين استعادتهم فرنسا قبل عام ونصف.

وعلى خلاف السنوات التي قضتها في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ظهرت المرأة الثلاثينية بدون لباس أسود ونقاب وحجاب.

وفي عام 2013، تركت “كونيكي” بلادها وجاءت إلى سوريا بعد أن سبقها زوجها بعام، وأنجبت منه ثلاثة أطفال.

بعد ذلك بعامين، قُتل الزوج في معارك وتزوجت بعده في 2016 برجل آخر في سوريا، وتشرح الأمر، “بعد موت أزواج نساء داعش عليهن الزّواج”.

وبنبرة تنمُّ عند ندم، تتساءل المرأة عن سبب قدومها إلى سوريا، “لماذا فعلت ذلك بنفسي، بعد أن كنت أعيش بحرية في باريس”.

ورغم المطالبات المتكررة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وسعي الولايات المتحدة لاستعادة البلدان رعاياها من المخيم، إضافة للذين يقبعون في سجون الإدارة وإعادة تأهيلهم وملاحقتهم قضائياً، إلا أن غالبية الدول، من بينها المشاركة في التحالف الدولي، ترفض ذلك.

ويضم مخيم روج حالياً 806 عائلات تضم 2.800 فرد بين عرب وأجانب من نساء وأطفال عناصر “داعش” الذين ينحدرون من 62 دولة، وفق ما نقلته نورث برس في تقارير سابقة عن إدارة المخيم.

“غير آمن”

وفي ذات المخيم، تطالب بثينة مبارك ( 53عاماً)، المُنحدرة من تونس، بالخروج من المخيم والعودة إلى بلدها الذي خرجت منع بعد إعلان “الدّولة الإسلامية” عام 2014، متجهة إلى تركيا، ثم إلى سوريا لتنضم للتنظيم حيث سبقها في ذلك ابنها وابنتها، وفقاً لما تذكره لنورث برس.

وتقول بلهجتها، “غادي نرجع لبلادي تونس”.

وبعد هزيمة “داعش” في آخر جيوبه ببلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، حاولت المرأة الخمسينية وأسرتها الخروج إلى تركيا عن طريق أحد المهربين، فدفعوا له 40 ألف دولار، لكن لم يفلحوا في ذلك، وفقاً لقولها.

لمدة عام ونصف، بقيت “مبارك” في مخيم الهول، ليتم نقلها بعد ذلك إلى مخيم روج. ولا تنكر وجود العديد من المشكلات في المخيم الذي تسكن فيه الآن وانعدام الأمن.

وفي وقت سابق نشرت نورث بلاس تقريراً مصوراً، يظهر خوف سكان القرى المجاورة لمخيم روج، من النّساء المقيمات فيه، نظراً لحالة الفوضى التي يحدثنها بشكل مستمر، عبر حرق الخيام.

 ويقول نضال حنبلي، أحد سكان تلك القرى، “يقولون سيأتون، سيقتلوننا، ويذبحوننا”.

“لا ذنب لي”

وتناشد هبة عباس، وهو اسم مستعار لمصرية تسكن في مخيم روج، حكومتها، بأن تعيدها من سوريا، وتسرد “عباس” التي تنحدر من مدينة الإسكندرية قصتها، إذ تذكر أن زوجها كان يعمل بمطعم في مدينة أنطاكيا التركية وبقيا هناك لمدة سنة، ثم عادت هي إلى مصر لشهرين بسبب الحمل.

وعندما عادت إلى تركيا في 2015، بقيت مقيمة سنة في غازي عنتاب، “عند عودتي شعرت أنّ زوجي تغير كثيراً، بدأ يخرج فترات طويلة ويتأخر في العودة”.

وتضيف: “أخبرني ذات مرة بأننا سنذهب إلى مكان آخر، لأن مكان إقامتنا أصبح غالياً، وألّا أخذ جميع الأغراض بحجة أنه سيعود لأخذهم هو”.

وتؤكد لنورث برس أنها لم تكن تعلم أن وجهتهم حينها كانت سوريا، حتى وصلت إلى مدينة الطّبقة وبقيت فيها لمدة سنة وثمانية أشهر برفقة زوجها وابنتيها.

وبعد أنّ فقد زوجها حياته بحادث سيارة في 2016 ، أثناء عمله في إحدى مهام “داعش”، بدأت “عباس” بمحاولة الخروج من سوريا والعودة إلى بلدها، ولا سيما أنها أنجبت طفلها الثالث، حسبما تشير إليه.

وبلهجتها العامية المصرية تشرح السّيدة مطلبها “أنا عاوزة أرجع بلدي، أنا تغدر بيا، كفاية خمس سنين غربة عن بلدي ومحدش من أهلي معايا”.

بدورها تطالب المرأة الأربعينية من كازاخستان، أليرا جومرد، وهي أم لثلاثة أولاد، ولا تعلم حتى الآن ما هو مصير زوجها، بالعودة إلى بلدها.

وعند توجيه أي سؤال إليها، تجيب، “أريد كازاختسان، أريد أمي وأبي”، في إشارة إلى رغبتها برؤية ذويها.

إعداد: دلال علي –  تحرير: رهف يوسف