صحيفة الغارديان: السوريون يتجرأون مرة أخرى على مطالبة الأسد بالرحيل والسبب اقتصادي

واشنطن – هديل عويس – نورث برس

 

كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أمس الاثنين، عن أن السوريين بصدد تذكير العالم مرى أخرى بمشاهد العام 2011، ولكن هذه المرة بسبب الانهيار الاقتصادي.

 

وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كانت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في سوريا ستقود الى "ثورة جديدة" بدأت تنبئ بها التظاهرات المتفرقة في درعا والسويداء.

 

ولفتت إلى أن المنطقة شهدت في الأسابيع الستة الماضية، سلسلة من التظاهرات في درعا وبلدة السويداء الدرزية حيث خرج المتظاهرون للاحتجاج على الظروف الاقتصادية السيئة.

 

وكتبت الصحيفة البريطانية أن "السوريون بصدد تذكير العالم مرة أخرى بمشاهد العام ٢٠١١، حيث نراهم يتجرأون مرة أخرى على ذكر اسم الأسد في المظاهرات الشعبية التي هتفوا فيها منادين "هي يلا بشار اطلع برا" و"سوريا حرة" و"خائن يللي يجوع شعبه".

 

إلا أن هذه المرة لم تقابل قوات الأمن السوري التظاهرات بحملة قمع واسعة عدا عن اعتقال عدد قليل من الأشخاص.

 

وبحسب الغارديان فإن "أحمد العودة، وهو قائد فصيل ثوري من درعا يتلقى مرتبات ودعم مقاتليه من روسيا المتحالفة مع الحكومة السورية، حيث اتهمه البعض بخيانة (الثورة) لأنه قبل بالمصالحات مع النظام"، يتوعّد بالعودة إلى "إحياء المعارضة عبر كيانات مسلحة موحّدة ومتماسكة".

 

أما عباس منيف، أحد سكان محافظة السويداء فيقول للصحيفة، أن ما تشهده السويداء هو استمرار لمظاهرات العام ٢٠١١، إلا أن الانهيار الاقتصادي يعطي اليوم دافعاً جديداً لناس أكثر للتظاهر.

 

ويقول منيف، "المجرم هو نفسه، النظام وفساده الذين سرقوا البلاد وحرموا السوريين من موارد بلادهم لمدة /٥٠/ عام، وبعد الـ٢٠١١ ورغم كل ما حدث لم يتغير فساد النظام".

 

وشدد على أن "سقوط نظام الأسد هو الخطوة الأولى الضرورية لضمان مستقبل كريم للسوريين"، بحسب ما قال للصحيفة.

 

وتقول "الغارديان" إن الفصائل الجنوبية التي تتلقى رواتبها من شركة "The Fifth Corp " الروسية ومن المفترض أنها تتبع أوامر موسكو ولا تنشط إلا لمقاتلة خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كثيراً ما تشن هجمات صغيرة على القوات الموالية للحكومة السورية، وتقوم بمهمة حماية المعارضين والمطلوبين للحكومة كما أنها حمت المظاهرات الأخيرة.

 

وبحسب "الغارديان"، فإن "العودة" لا يتوعّد "النظام وحسب في حال تم التنكيل بأهالي درعا مرة أخرى، بل يتوعّد أيضاً حزب الله والميليشيات التابعة لإيران وحتى روسيا التي تدفع رواتب لفصيله".

 

وتدفع روسيا رواتب الفيلق الخامس ومن المفترض أن يتبع أوامرها. وبعد هزيمة تنظيم "الدولة" رفض معظم أفراد الفيلق الانتقال والقتال في جبهة إدلب، خاصة الكتيبة الثامنة التي يقودها عودة.

 

وبحسب المحلل عبد الله الجبسيني، الخبير بدرعا بمعهد الشرق الأوسط فقد انضم /7/ آلاف شخص إلى الكتيبة الثامنة.

 

وقالت إليزابيث تسركوف، الزميلة في معهد السياسات الأجنبية، "اعترفت روسيا بأن هناك حاجة لحلفاء بين الجماعة السنية الرئيسية في المنطقة، وهي تحاول الحصول على حسن نية السكان من خلال مساعدتهم بالبحث عن أحبابهم الذين اختفوا في سجون النظام".

 

وأضافت، أنه "من الصعب تقييم ما هو الهدف النهائي للروس عندما يتعلق الأمر بالفيلق الخامس".

 

ورأت أنه من المثير أن هؤلاء الرجال يحظون بدعم السكان المحليين، ويعتبرونهم وطنيين معادين للقوة الإيرانية بدلاً من كونهم خونة، وتفهم الناس للخيار الذي عملوه للبقاء في درعا.