ناشطون من الرقة: تركيا تسعى لتغيير التركيبة السكانية في مناطق سورية

الرقة – نورث برس

اعتبر ناشطون من مدينة الرقة شمالي سوريا، الثلاثاء، لنورث برس، المشروع التركي بإعادة توطين مليون لاجئ سوري عملية تغيير ديمغرافي واسعة النطاق.

ومطلع أيار/مايو الحالي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، عن مشروع إعادة مليون لاجئ سوري من تركيا إلى سوريا بعد بناء مستوطناتٍ لهم في 13 منطقة في الشمال السوري.

وأثار الإعلان التركي حفيظة عدة جهات وشخصيات محلية ودولية واعتبروه خطة تركية جديدة ضمن خطط التغيير الديمغرافي التي تنفذها تركيا في سوريا.

وقال إبراهيم العيسى، وهو ناشط مدني ورئيس اتحاد شباب الرقة، إن الحكومة التركية تعلن وبشكل صريح نيتها تغيير التركيبة السكانية على طول الحدود التي تربطها مع سوريا.

وأضاف “العيسى” لنورث برس، إن التدخل التركي على الأراضي السورية لم يجلب إلا الدمار للسوريين وموجات من النازحين والمهجرين من مناطق سيطرة عليها تركيا إلى الداخل السوري.

واعتبر “العيسى” أن تمرير مشروع إعادة التوطين الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سينتج أزمات ديمغرافية مستقبلية بين السكان على اعتبار أن السلوك التركي سينتج عدوات اجتماعية بين السوريين ويثير الفتن بينهم.

ودعا “العيسى” السوريين الموجودين في تركيا إلى عدم السماح لأنقرة باستخدامهم لخدمة مصالحها وأغراضها السياسية كما فعلت في أوقاتٍ سابقة.

وقال زهير الحسن، وهو ناشط مدني من الرقة، إن تركيا بدأت التغيير الديمغرافي منذ سنوات تدخلها الأولى في سوريا عبر تأسيس المدارس التركية وتتريك المؤسسات ومسمياتها ونشر اللغة والأعلام التركية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأضاف “الحسن” لنورث برس، إن من حق اللاجئين العودة إلى مدنهم وقراهم في حال كانت أمنة وزالت مظاهر الخطورة لكن إعادتهم إلى مناطق غير مناطقهم وبناء المستوطنات لهم أمر غير عادل على الإطلاق.

وأشار “الحسن” إلى أن الانتخابات التركية القادمة هي من دفعت ببرنامج إعادة التوطين إلى الواجهة لكي يمنع الرئيس التركي أردوغان خصومه السياسيين من استخدام ورقة اللاجئين في المعركة الانتخابية.

واعتبر “الحسن” أن العودة الطوعية التي يتحدث عنها المسؤولون الأتراك هي ضرب من الخيال وأن ما يجري بالواقع عمليات ترحيل قسرية تنفذها أجهزة الأمن التركية بحق اللاجئين السوريين.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: زانا العلي