نشطاء.. ترحيل اللاجئين من تركيا قد يفتح باب ترحيلهم من أوروبا
القامشلي – نورث برس
قال كمال سيدو، ناشط حقوقي ومستشار شؤون الشّرق الأوسط في جمعية الدِّفاع عن الشّعوب المُهددة في ألمانيا، لنورث برس، إنّ لتركيا دور جيوسياسي مهم في الشّرق الأوسط، وهذا الدور تزايد في الفترة الماضية خلال الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأضاف “الغرب يريد لتركيا أنّ تلعب دوراً بارزاً في الحرب على روسيا، وهذا هو السّبب الرّئيسي لصمته عن الممارسات التّركية الأخيرة”.
ويتوقع المستشار، أنّ تستمر أوروبا في المرحلة القادمة بصمتها عن جميع الممارسات التّركية، وذلك بغية التّقرب من الأخيرة ومحاولة كسبها.
ولا ينفي “سيدو” وجود ارتباط بين وضع النّازحين السّوريين في تركيا ووضعهم في أوروبا، “استقبلت أوروبا الشّرقية وبالأخص ألمانيا العديد من النّازحين الأوكرانيين، وفي حال نجح المشروع التّركي الأخير سترتفع الأصوات في الغرب لإعادة السّوريين، إلى مناطق في سوريا”.
ويصف الحقوقي الأمر بـ “الكارثة” التي ستزيد التّغيير الدّيمغرافي في المناطق المحتلة في الشّمال السّوري، وستنعكس سلباً على القضية الكردية.
ورأى “سيدو” أنّ الأكراد لم يعرفوا كيف يستغلون فترة ضعف تركيا التي كانت منبوذة فيها من أوروبا، “الانشغال بالصّراعات الدّاخلية المستمرة يضع الوضع الكردي في مرحلة سيئة”.
ورغم أنّ تركيا لم تستطع تغيير “النّظام” وجلب الإخوان المسلمين إلى السّلطة، إلا أنها حققت عدة وقائع على الأرض أبرزها التّغيير الدّيمغرافي.
ومن جانبه، قال الصّحفي سردار ملا درويش، لنورث برس، إنه “لا يوجد حديث فعلي حول حل مسألة السّكان الأصليين المهجرين من المناطق التي تسيطر عليها تركيا، لأن الموضوع في الأساس عبارة عن تصريحات حول عودة طوعية لمليون لاجئ سوري”.
واعتبر أنّ الحكومة التركية تعيش اليوم تحت الضّغط السّياسي والشّعبي من المعارضة، وهو ما تستغله لإظهار أن هناك ضغط شعبي وضغط سياسي من المعارضة، لكن في النهاية هذا الضغط متواجد منذ تواجد السوريين في تركيا.
ويعتقد “دروش”، أن الحكومة التركية دخلت في توافقات سياسية وبدأت بمنح أوراق بين أيديها ومنها ورقة اللاجئين، وتضعها على طاولة المفاوضات.
وأضاف: “في الحقيقة تركيا تعيد حساباتها بسبب ظروف داخلية في تركيا كالوضع الاقتصادي وظروف دولية حول سوريا كالعودة للعلاقات مع النظام السوري”.
وذكر أن “تركيا بدأت بالمتاجرة بملف اللاجئين وحتى في حال إعادتهم فهي تتاجر بهم تريد إعادتهم كما ترغب، ليس هناك وضوح إن كان هذا اتفاق ضمن مسارات أستانا أم هو اتفاق مع المجتمع الدولي”.
وقال الإعلامي: “ليس هناك أي وضوح لمصير اللاجئين لأن العودة في الأساس تحت بند الطوعية غير دقيقة، ليس هناك عودة طوعية مشروطة ومحددة من دول للأسف، هي عودة قسرية ولا يعلم العائدون كيف سيعودون وكيف سيكون مصيرهم لأن الأمر متعلق بسياسات تركيا وهي من تحدد”.
وأشار إلى أن تركيا تعمل الآن على هدفها الاستراتيجي في سوريا وخاصة اتجاه المناطق الكردية، كل ما قامت به هو عدم قيام أي إدارة أو كيان كردي في سوريا، وتركيا تعمل على قطع أواصر التواصل بين المدن الكردية.
ويرى “درويش” أن “الحلول تكمن في جانبين، الأول أن يكون هناك توعية للمجتمع الدولي بخطورة المشروع وأن يقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وعدم ترك المساحة لأردوغان لأنه يعمل على خلق حساسيات بين السوريين ويستهدف الوجود الكردي في سوريا”.
وبين أن الجانب الآخر هو “عدم قبول بقاء القوى السياسية الكردية في الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكردي على هذه الخلافات والصراعات ويجب إيجاد سبل عمل لوقف أي مشروع يغير التركيبة السكانية في المنطقة”.
وأضاف: “للأسف تركيا تسيء للملف السوري منذ سنوات، وعملت المعارضة السورية على وضع زمام قرارها ومصيرها بيد تركيا تحت بنود الإنسانية واستقبال اللاجئين السوريين، بينما تركيا تاجرت بهم”.