طفلٌ من “أشبال الخلافة” في الهول يؤمُّ نساء عناصر “داعش” في الصلاة

القامشلي ـ نورث برس

حصلت نورث برس، الأحد، من مصدر أمني في مخيم الهول شرق الحسكة، على مقطع فيديو يظهر طفلاً من “أشبال الخلافة”، يؤمُّ نساء عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الصلاة.

والطفل هو من رعايا إحدى الدول الأجنبية، ولم يتجاوز عمره التسع سنوات، صلى كأمام بصلاة جماعية أقيمت في مخيم الهول صباح عيد الفطر، بعد أن وكِّل من قبل نساء عناصر “داعش”.

وقال المصدر الأمني لنورث برس، إن نساء التنظيم أوكلوا للطفل القيام بدور الإمام “لأنه رجل” وعليهم الاقتداء به في الصلاة.

وأشار المصدر إلى أن نساء عناصر التنظيم في مخيم الهول تقمن بتدريب أطفالهن على اتباع نهج التنظيم، والحفاظ عليه.

وفي نهاية العام الماضي، كشفت الأجهزة الأمنية في المخيم، عن نفق سري يعود لـ”أشبال الخلافة”، كانوا يستخدمونه للاختباء أثناء عمليات التفتيش، أو في الأوقات المخصصة لتلقي الدروس الأيديولوجية بهدف إعادة تأهيلهم في “داعش”.

ولم تكتفِ نساء التنظيم في ذلك، حيث رصدت نورث برس على فترات متفاوتة، استغلال أطفال “داعش” واستخدامهم في إزالة الألواح الشمسية التي قامت المنظمات بوضعها بهدف الإنارة، ناهيك عن تهديد الصحفيين وموظفي المنظمات الإنسانية بالقتل.

ويقطن في مخيم الهول نحو 56 ألف شخص منهم 36 ألفاً دون سن الثامنة عشر، وفقاً لما ذكرته مديرة المخيم همرين حسن في تصريح سابق لنورث برس.

وفي آذار/ مارس الماضي، حذّرت منظمة “سايف ذي تشيلدرن-أنقذوا الأطفال”، من أن الأطفال المحتجزين في مخيمات في شمال شرقي سوريا، حيث تقطن عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، قد يبقون “عالقين” لثلاثين عاماً هناك نتيجة بطء عمليات استعادتهم من بلدانهم.

وبحسب المنظمة، فإن 18 ألف طفل عراقي و7300 آخرين من ستين دولة عالقون في مخيمي “الهول وروج”.

ويحوي المخيمان في شمال شرقي سوريا، آلاف النساء والأطفال الأجانب من عائلات أفراد التنظيم في أقسام خاصة قيد حراسة مشدّدة.

وطالبت المنظمة في بيان، حينها، الدول بـ”الإسراع في عملية استرداد مواطنيها”.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، افتتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مركز “هلات” لرعاية وتأهيل أطفال عناصر ومعتقلي وقتلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في المدخل الشرقي لمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.

وبعد أكثر من شهرين على البدء بتأهيل ورعاية أطفال عناصر “داعش”، قالت مدربات ومربيات في مركز “هلات” بالحسكة في تقرير سابق نشرته نورث برس، إنهن ما زلن يواجهن صعوبات “لتحرير الأطفال من الفكر المتشدد”.

وقالت بروين العلي، وهي إدارية في مركز هلات، حينها، إن الأمهات تقمن طيلة فترة تواجد الأطفال معهن بغرس “الفكر المتشدد والمتطرف في عقولهم ونفوسهم، كأن يكونوا فدائيين للدولة الإسلامية”.

وأشارت إلى أن ذلك يشكل صعوبة أمام العملية التأهيلية للأطفال.

وفي الواحد والثلاثين من آذار/ مارس الماضي، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح خاص لنورث برس، إن “البعض من أطفال عناصر التنظيم لم يعرفوا طيلة حياتهم سوى الحرب والصراع وهناك فرصة كبيرة في إبعادهم عن التطرف عبر إعادة تأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن على جميع دول العالم أن تحذو حذو الولايات المتحدة بإعادة رعاياها المتواجدين في مخيم الهول إلى أوطانهم، مع الحرص على إعادة تأهيلهم أو مقاضاتهم في الحالات التي تتطلب ذلك.

وأضاف المتحدث: “إعادة تأهيل المقاتلين الإرهابيين في بعض الحالات، وإعادتهم إلى مجتمعاتهم الأصلية هي الطريقة المثلى لإبعادهم عن ساحة المعركة والتقليل من مخاطر التطرف”.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله