أسعار المواشي تهبط إلى النّصف في الحسكة وأمطار تُبشر بتحسن الوضع

الحسكة – نورث برس

يبيع إدريس شمو (49 عاماً) وهو أحد مربي المواشي في الحسكة من ماشيته، فهو يقف عاجزاً أمام موت أحدها كل يوم، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وقلتها وجفاف المراعي، مع توقعات بتحسن الوضع نظراً لهطول نسب جيدة من الأمطار.

ويُقايض المُربي رأس ماعزٍ واحد بشوالٍ من التّبن، “لو أردت شراء طن من التّبن فأنا بحاجة لبيع 10 رؤوسٍ من الماعز”، كما يقول لنورث برس.

ويعتمد سكان المنطقة على الثّروة الحيوانية والزّراعة في معيشتهم، ويوضح الرّجل “لا مواسم جيدة هذا العام، وأوضاع المواشي لا تبشر بالخير”. 

ويقول سكانٌ آخرون لنورث برس، إنّ المُنخفض الذي بدأ تقريباً في منتصف آذار/ مارس الجاري، كان له تأثير كبير، إذ أنّ تساقط الأمطار غذى المحاصيل الزّراعية والأراضي البعلية.

وتتراوح نسبة الأمطار المتساقطة بين 1.2 و0.6  ملمتر، الأمر الذي سيوفر مصدر علف للماشية، فرغم أنّ الامطار تأخرت عن وقتها إلا أنها ستساعد على تجاوز مرحلة “الخطر”، حسب سليمان سليمان وهو مهندس زراعي في الحسكة.

ويرى المربي أنه في السّنوات السّابقة ارتفع سعر العلف بشكل واضح، “بتنا مجبرين على بيع رأس غنم لإطعام اثنين آخرين، فكيلو الشّعير كان بـ 1300 ووصل لـ 1800ليرة”.

ويشير “شمو” إلى أنّ النّخالة كانت بـ 900 ووصلت 1250 ليرة سورية، بينما الذّرة ارتفعت من 900 إلى 1300 ليرة.

ويحمل المربي الجهات المعنية مسؤولية توزيع أعلاف “إسعافية” تتناسب مع وضع المربين، على حد تعبيره، لتغطية حاجة المواشي، وتوفير مستلزمات أخرى كاللقاحات والأدوية وغيرها.

ووفقاً لقسم الثروة الحيوانية، فإن مربو الأغنام في 25 قرية، من أصل 270 في تل تمر، استلموا العلف حتى الآن، فيما ينتظر آخرون دورهم والذي قد يستمر لعدة أشهر، حسب تقرير نشرته نورث برس.

وفي إطار البحث عن حلول ملائمة، يقول الرّئيس المشارك لمركز أعلاف الحسكة، محمد همو، لنورث برس: “العام المُنصرم وزعنا على كل بقرة 50 كيلو غرام من العلف، وكل رأس غنم 10 كيلو”.

ونظراً لعدم “توفر المادة” وتوقف المطاحن، لم يتم توزيع الأعلاف هذا العام، إلا لمدة شهرِ واحد، “العام الماضي كانت تعمل ثلاث مطاحن، أما حالياً فمطحنة واحدة”، حسب تعبيره.

وهناك مليونان وسبعمئة ألف من المواشي، تحتاج لتأمين 13500 طن من الأعلاف، حسب إحصائيات لجنة الثّروة الحيوانية التّابعة للجنة الزّراعة في الحسكة.

ويضيف الرّئيس المُشارك “يصعب تأمين هذه الكمية، في ظل الظّروف الحالية، ولا سيما مع انخفاض معدل هطول الأمطار”.

ويشير “همو” إلى أنه يتم توزيع الأعلاف “الإسعافية” لمدينة الحسكة والأرياف التّابعة لها، ويتوقف التّوزيع عند قرية مركدة.

ويقول “لا يوجد إلا الذّرة وهي غير مرغوبة، إذ يصل سعر الكيلو منها إلى 1300 ليرة”.

ونظراً للجفاف العام المنصرم، اضطر مربوا ماشية لضمان (شراء زرع) أراضي زراعية شمالي الحسكة، لتأمين غذاء لمواشيهم، حسب تقرير نشرته نورث برس.

ويرى حسين حواس (55 عاماً) أنّ أسعار المواشي انخفضت إلى أقل من النّصف، “نضطر لبيع الأغنام والأبقار بأسعار بخسة تجنباً للخسائر الإضافية، في حال موتها جوعاً دون الانتفاع منها.

ويملك الرّجل 50 رأساً من الأغنام و400 بقرة، حسبما يقول، “الماشية التي كنا نبيعها بمليوني ليرة سورية اليوم نبيعها بمليون”.

وتراجع بشكل ملحوظ قطاع الثّروة الحيوانية، بنسبة تعادل نحو 40 بالمئة، فضلاً عن قيمة الأضرار التي لحقت بهذه الثروة إذ تجاوزت الـ 5.5 مليار ليرة سورية خلال الحرب، حسب تقارير صحفية.

ونتيجة الجوع تقلُّ نسبة الحليب في الماشية، التي تصبح هزيلة، فضلاً عن نفوق الكثير من الصّغار خلال أيام بسبب عدم حصولها على الحليب الكافي، كما يوضح المربي.

ويضيف تاجر الماشية أحمد العلي، وهو أحد سكان القرى الجّنوبية لمدينة الحسكة، أن عملية البيع “متوقفة تماماً”، في سوق الماشية بمنطقة مشيرفة جنوب الحسكة.

ويقول: “حتى لو بعنا ما عم نوفي حق العلف”.

إعداد: إيفا أمين . تحرير: آيلا ريان